دليل مواقع وأدوات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي

ميسترال تطلق “البحث العميق” في Le Chat لمنافسة ChatGPT وجوجل مباشرة

باريس – في تطور لافت، كشفت شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية ميسترال يوم الخميس عن مجموعة من الميزات الجديدة لمساعدها "Le Chat".

والهدف من هذه الخطوة هو تعزيز قدرات المساعد وجعله أداة إنتاجية متكاملة، قادرة على الوقوف في وجه المنافسين الذين هيمنوا على الساحة لفترة طويلة.

في هذا الإطار، تأتي ميزة "البحث العميق" (Deep Research) كأبرز الإضافات الجديدة. هذه الأداة تحول المساعد إلى باحث متطور، حيث يقوم بتخطيط وتنفيذ عمليات بحث موسعة عبر الإنترنت للإجابة عن الأسئلة المعقدة.

وبدلاً من تقديم إجابة سريعة، يعمل النظام على جمع المعلومات من مصادر متعددة وموثوقة، ثم يقدمها للمستخدم في صورة تقرير منظم ومدعوم بالمصادر.

صورة مصغرة: عرض ميزة البحث العميق (Deep Research) في Le Chat لتحويله لمساعد بحثي متكامل

وقد أوضحت إليسا سالامنكا، رئيسة قسم المنتجات في ميسترال، أن هذا النظام الجديد يذهب للبحث في مجموعة كبيرة من المصادر للإجابة عن سؤال محدد.

وأضافت أن هذه الميزة تحمل أهمية كبيرة للمستخدمين العاديين والشركات على حد سواء، فهي تصلح لإعداد خطط سفر مفصلة، وفي الوقت نفسه تصلح لإجراء أبحاث سوق مستفيضة في بيئة العمل.

سباق الذكاء الاصطناعي مع جوجل وOpenAI

لا تعد ميسترال أول من يقدم هذه التقنية، فقد سبقها آخرون. فقد طرحت جوجل أداة مشابهة في مساعدها "Gemini"، بينما قدمت OpenAI أداة بحث متقدمة لمستخدمي ChatGPT.

ولهذا، فإن دخول ميسترال هذا المجال الآن لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية للبقاء في دائرة الضوء.

وإلى جانب البحث العميق، شمل التحديث أدوات أخرى لتعزيز الإنتاجية.

فقد أضافت الشركة وضعًا صوتيًا جديدًا يحمل اسم "Voxtral"، يسمح بالتفاعل مع المساعد صوتيًا دون الحاجة للكتابة.

ويعتمد هذا الوضع على نموذج صوتي مفتوح المصدر أطلقته الشركة مؤخرًا، وهو قادر على فهم لغات متعددة والتحويل بينها بسلاسة.

على صعيد آخر، قدمت الشركة نظام "المشاريع" (Projects)، وهو أشبه بمجلدات تنظيمية. يستطيع المستخدم من خلاله تجميع المحادثات والملفات والأفكار المتعلقة بموضوع واحد في مكان مركزي ومنظم، وهو أمر مفيد لتتبع المهام طويلة الأمد.

الأداء بين النظرية والتطبيق العملي

رغم أن التحديثات الجديدة متاحة للجميع، يبدو أن ميسترال تولي اهتمامًا خاصًا بقطاع الشركات. وتكمن نقطة قوتها الأساسية في طريقة تعاملها مع البيانات الحساسة.

في هذا السياق، صرحت سالامنكا أن الكثير من العملاء، خصوصًا في قطاعات مثل البنوك والدفاع والجهات الحكومية، لا يستعملون الخدمات السحابية التقليدية بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات.

ولهذا السبب، عملت ميسترال على تطوير حلول تسمح بربط مساعدها الذكي "Le Chat" بالبيانات الداخلية للشركات مباشرة على خوادمها الخاصة (on-premises).

هذا النهج يقدم بديلاً قويًا للشركات الحذرة من رفع بياناتها إلى منصات سحابية تسيطر عليها شركات التكنولوجيا الكبرى. وبذلك، تضع ميسترال نفسها كخيار استراتيجي يركز على الأمان والسيادة الرقمية، وهو توجه يلقى صدى واسعًا في أوروبا.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *