
في خطوة غير متوقعة، أعلنت شركة OpenAI عن تأجيل إطلاق نموذجها المفتوح الذي كان مجتمع المطورين يترقبه بشدة الأسبوع القادم.
وأوضح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، أن هذا القرار جاء لمنح الفريق المزيد من الوقت لإجراء اختبارات سلامة إضافية ومراجعة الجوانب عالية المخاطر، دون تحديد موعد جديد للإطلاق.
وجاء إعلان ألتمان عبر منشور على منصة "X"، حيث أشار إلى الطبيعة الحساسة لهذه الخطوة.
وذكر في منشوره: "نحن بحاجة إلى وقت لإجراء اختبارات أمان إضافية ومراجعة المناطق عالية الخطورة. لسنا متأكدين بعد من الوقت الذي سوف نستغرقه".
وأضاف أن الشركة تريد أن تتأكد من سلامة النموذج بشكل كامل، لأن سحب أوزان النموذج بعد إتاحتها للجميع أمر غير ممكن.
ويمثل هذا التأجيل الثاني من نوعه لهذا النموذج، فقد سبق للشركة أن أعلنت عن تأجيل أولي في شهر يونيو الماضي.
في ذلك الوقت، برر ألتمان الخطوة بحدوث تطور "غير متوقع ومذهل للغاية" في أبحاث الفريق، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
في هذا السياق، دعم إيدن كلارك، نائب رئيس قسم الأبحاث في OpenAI، قرار التأجيل الأخير. وصرح كلارك عبر منصة "X" أن قدرات النموذج الحالية "هائلة" من الناحية التقنية، لكن معايير الشركة لإصدار نموذج مفتوح المصدر صارمة جدًا، والفريق يحتاج لوقت إضافي لضمان طرح منتج تفخر به الشركة من جميع النواحي.
ويأتي هذا القرار في وقت تشتد فيه المنافسة في ساحة الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة Moonshot AI الصينية مؤخرًا نموذج Kimi K2 المفتوح الذي تفوق على أداء نموذج GPT-4.1 في بعض الاختبارات.
وفي المقابل، تواصل شركات مثل جوجل و Anthropic و xAI استثماراتها الضخمة لتطوير نماذجها الخاصة، الأمر الذي يضع ضغطًا كبيرًا على OpenAI للحفاظ على موقعها الريادي.
وكان من المفترض أن يسمح النموذج المفتوح للمطورين بتحميله وتشغيله على أجهزتهم الخاصة، وهو ما يوفر مرونة أكبر وقدرة على التخصيص.
وقد اعترف ألتمان في وقت سابق أن شركته كانت على "الجانب الخاطئ من التاريخ" فيما يخص النقاش حول المصادر المفتوحة، وأن هذا النموذج يأتي استجابة لطلب كبير من مجتمع المطورين والعملاء في الشركات الذين يفضلون النماذج المفتوحة لمرونتها.
ومع هذا التأجيل، سوف ينتظر المطورون والمختصون فترة أطول لتجربة أول نموذج مفتوح تصدره OpenAI منذ سنوات، بينما تواصل الشركة التزامها الحذر بضمان أمان تقنياتها قبل وضعها بين أيدي الجميع.