كشفت تقارير داخلية عن نظام جديد تطوره شركة أنثروبيك يحمل الاسم الرمزي "Claude Neptune v3".
ويخضع هذا النظام حاليًا لاختبارات مكثفة ومغلقة، حيث أظهر قدرات استثنائية في حل المسائل الرياضية المعقدة، بدرجة تنافس، بل وتتفوق أحيانًا، على النماذج الرائدة من شركات مثل جوجل وأوبن إيه آي.
قفزة نوعية في التفكير المنطقي
أفاد محللون مطلعون على عملية الاختبار بأن التقدم الذي أحرزه "نبتون 3" يمثل نقلة هامة إلى الأمام.
وأوضح أحدهم أن النظام يستطيع التعامل مع مسائل التوافيق المعقدة بدقة متناهية، مثل ترتيب أرقام معينة لتكوين عدد من ثماني خانات مع استبعاد أنماط محددة.
وتعد هذه القدرة على التفكير المنطقي الكمي تطورًا بارزًا، حيث كانت هذه النوعية من المشكلات نقطة ضعف تقليدية لنماذج اللغة الكبيرة.
ما وراء الكواليس
تجري عملية الاختبارات المكثفة خلف أبواب مغلقة بواسطة فرق متخصصة تعرف باسم "الفرق الحمراء".
ووفقًا للمعلومات المسربة، يجري إتاحة الوصول للنموذج الجديد تحت اسم مستعار يتطابق مع إعدادات نموذج "Claude 4 Opus" الحالي.
وقد أثار هذا التفصيل الفني جدلًا في أوساط المطورين حول حقيقة "نبتون 3"؛ هل هو بنية جديدة كليًا أم ترقية جوهرية لنظام قائم بالفعل؟
الرياضيات.. المعركة الجديدة للذكاء الاصطناعي
إن التركيز على القدرات الرياضية يبرز تحولًا جوهريًا في معايير تقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي.
فبدلًا من الاقتصار على توليد النصوص أو الصور، أصبحت النماذج المتقدمة تخضع للاختبار في قدرتها على معالجة مهام التفكير المعقد. وهذا التوجه يفتح الباب أمام تطبيقات عملية ومباشرة في قطاعات حيوية مثل الهندسة، والبحث العلمي، والقطاع المالي الذي يعتمد على تحليل البيانات الضخمة ونمذجة سيناريوهات السوق.
وبينما يستمر اختبار " Neptune v3"، تبقى هناك أسئلة أوسع حول كيفية تأثير هذه القدرات المتقدمة على مختلف الصناعات.
لكن ما يبدو واضحًا هو أن القدرات الرياضية التي يستعرضها هذا النموذج تمثل خطوة فعلية نحو أنظمة قادرة على إنجاز مهام تحليلية معقدة كانت حكرًا على الخبراء البشريين.
وبذلك، يتأكد أن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يكون مفاجئًا كما يتوقع البعض، ولا بطيئًا كما يظن المشككون، بل سيتحقق عبر سلسلة متسارعة من التحسينات التي سيكون أثرها التراكمي هائلًا.
