يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي، وقد برزت أداة ChatGPT من شركة أوبن إيه آي كأحد أبرز رموزها.
و منذ انطلاقها منذ عامين تقريبًا، فقد أحدثت هذه الأداة الذكية تقدمًا كبيرًا في مختلف جوانب الحياة، من التعليم إلى العمل إلى التواصل الشخصي.
لكنّ انتشارها لم يقتصر على الدول المتقدمة فحسب، بل امتدَّ ليشمل العالم بأسره، بما في ذلك المنطقة العربية.
ما هي أكثر الدول استخدامًا ل ChatGPT؟
وفقًا لموقع Visual Capitals الذي اعتمد على دراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة Boston Consulting Group في عام 2023، تصدّرت الهند القائمة بأعلى معدل استخدام لـ ChatGPT بنسبة 45٪.
ومع ذلك، من المثير للاهتمام وجود دول عربية مدرجة ضمن تلك البلدان الرائدة.
الدولة | النسبة المئوية للمستخدمين |
---|---|
الهند | 45% |
المغرب | 38% |
الإمارات | 34% |
الأرجنتين | 32% |
البرازيل | 32% |
إندونيسيا | 31% |
جنوب إفريقيا | 31% |
الفلبين | 28% |
السويد | 27% |
كوريا الجنوبية | 26% |
تركيا | 23% |
الولايات المتحدة | 23% |
أستراليا | 22% |
المكسيك | 22% |
المملكة المتحدة | 22% |
اليابان | 19% |
الصين | 18% |
فرنسا | 18% |
ألمانيا | 18% |
السعودية | 18% |
تايلاند | 14% |
وقد حلت المغرب في المرتبة الثانية بنسبة (38%)، تليها مباشرةً دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة (34%)، ثم تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة عربيًا والعشرين عالميًا بنسبة (18%)، متساويةً مع كلٍ من الصين وفرنسا واليابان وألمانيا.
تمَّ نشر الإحصائيات لأول مرة على تطبيق Voronoi الذي يُقدّم بيانات ومخططات من مصادر موثوقة متنوعة.
مقارنة بين استخدام شات جي بي تي في الدول العربية و الغربية
تُشير الدراسات إلى وجود اختلاف في أهداف استخدام نماذج شات جي بي تي بين الدول العربية والدول الغربية. ففي حين يستخدم الأشخاص في الولايات المتحدة وألمانيا هذه الأداة بشكل أساسي لـ"التجربة والتسلية"، يُلاحظ أن المستخدمين في المنطقة العربية، شأنهم في ذلك شأن الهند والفلبين، يميلون إلى استخدامه لأغراض أكثر عملية وتطبيقية، مثل المساعدة في البحث وإعداد المحتوى وإدارة المهام.
لماذا يحظى ChatGPT بشعبية في المناطق العربية؟
وجدت الدراسة أن البلدان الأصغر سنًا من حيث متوسط العمر تميل إلى زيادة استخدام جي بي تي، ربما بسبب السكان الأصغر سنًا والأكثر دراية بالتكنولوجيا.
و هناك العديد من العوامل التي تُساهم في انتشار شات جي بي تي في المناطق الناطقة بالعربية، منها:
- الوعي المتزايد بأهمية الذكاء الاصطناعي: هناك وعي متزايد بأهمية هذا المجال وتطبيقاته في مختلف قطاعات الحياة في المنطقة العربية.
- سهولة الاستخدام: تجدر الإشارة إلى أن هذه الأداة تتميّز بواجهة سهلة الاستخدام يمكن الوصول إليها من خلال أجهزة مختلفة.
- الانفتاح على التكنولوجيا الجديدة: يُظهر الشباب العربي انفتاحًا كبيرًا على التكنولوجيا الجديدة ورغبة في استكشاف إمكانياتها.
- الفضول والتجربة: يحب الشباب تجربة الأشياء الجديدة واستكشاف إمكانياتها، هذه النماذج تقدم لهم فرصة مُثيرة للتجربة والتعلم.
اعرف المزيد عن نموذج GPT-4o mini
تحديات تواجه استخدام ChatGPT في العالم العربي
على الرغم من الحماس الواضح لاستخدام شات جي بي تي في العالم العربي، هناك بعض التحديات التي قد تعيق انتشاره بشكل أكبر:
- الفجوة الرقمية: لا يزال الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الحديثة محدودًا في بعض المناطق العربية، مما قد يُعيق فرص الاستفادة من GPT وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي.
- نقص الوعي بالقدرات: قد لا يدرك بعض المستخدمين الإمكانيات الكاملة لـمثل هذه الأدوات وكيفية استخدامها بشكل فعال في مختلف المجالات.
- الحاجة إلى المحتوى العربي: على الرغم من دعم ChatGPT للغة العربية، إلا أن هناك حاجة إلى تطوير أدوات أكثر تخصصًا ودقة لتحسين المحتوى العربي.
تعرف على استراتيجيات لبناء علامتك الشخصية باستخدام جي بي تي.
ماذا ينقصنا في الدول العربية من أجل اللحاق بركب التكنولوجيا؟
في اعتقادي -و اعتقاد الكثيرين- أنه برغم هذه الإحصائيات التي تدعو للتفاؤل، إلا أننا ما زلنا في مرحلة متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بالدول الغربية.
فما زال ليست لدينا إصدارتنا و نماذجنا الذكية التي يمكنها أن تنافس أقوي نماذج الذكاء الاصطناعي.
و السبب غير واضح هل هو عدم الدعم المادي الكافي أم نقص الخبرات. ما رأيكم؟
و بالأخير فإن مثل هذه الدراسات تعطينا نظرة على وضعنا الحالى -كدول عربية- في مسايرة ما يحدث و ما نشاهده حولنا من تطورات في عالم الذكاء الاصطناعي.
ولكننا ما زلنا بحاجة إلى امتلاك بعض أسرار هذه التكنولوجيا. نأمل أن نرى مستقبلاً مشرقاً ورائداً بالذكاء الاصطناعي في منطقتنا العربية.