في الأيام الأخيرة، شهدت شركة OpenAI سلسلة من الأحداث التي تضعها في قلب النقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مختلف الجوانب التكنولوجية والقانونية والسياسية
فمن مغادرة بعض كبار الباحثين في مجال الأمان إلى تباطؤ في تقدم النماذج الذكية، تسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات التي تواجهها الشركة.
مُغادرة باحثين بارزين من OpenAI
في 8 نوفمبر 2024، أعلنت ليلين وينغ -وهي واحدة من أبرز الباحثين في مجال أمان الذكاء الاصطناعي في الشركة- عن مغادرتها بعد 7 سنوات من العمل فيها.
وقد شغلت وينغ منصب نائب رئيس البحث والأمان منذ أغسطس 2023، وكان لها دور رئيسي في تشكيل فرق الأمان وتقنيات حماية النماذج الذكية.
وعبر حسابها على منصة "إكس"، ذكرت وينغ أنها قررت "إعادة ضبط مسيرتها" لاستكشاف مجالات جديدة، معبرة عن تقديرها لإنجازاتها في أمان الذكاء الاصطناعي.
After working at OpenAI for almost 7 years, I decide to leave. I learned so much and now I'm ready for a reset and something new.
— Lilian Weng (@lilianweng) November 8, 2024
Here is the note I just shared with the team. 🩵 pic.twitter.com/2j9K3oBhPC
وتأتي مغادرتها ضمن سلسلة خروج لعدد من الباحثين البارزين في مجال أمان الذكاء الاصطناعي والسياسات من الشركة خلال العام الماضي، وهو ما يثير تساؤلات حول استراتيجيات أوبن إيه آي في تحقيق التوازن بين تطور التكنولوجيا وضمان سلامتها..
ومن بين المغادرين أيضًا إيليا سوتسكيفر ويان ليكي، الذين كانوا من أبرز الأعضاء في فريق "Superalignment" الذي تم حله في وقت سابق هذا العام.
تباطؤ تقدم نماذج أوبن إيه آي
وفي الوقت الذي تعيش فيه الشركة مغادرة بعض من أبرز موظفيها، تواجه أيضًا تحديات تتعلق بمعدل التقدم التقني لنماذجها.
فوفقًا لتقرير نشره موقع The Information في 9 نوفمبر 2024، يُعتقد أن النموذج الجديد المسمى "أوريون" لن يمثل قفزة كبيرة كما كان الحال مع GPT-3 و GPT-4.
وقد أفاد موظفون قاموا باختبار النموذج الجديد المعروف باسم "أوريون" بأن أدائه يتفوق على النماذج السابقة، ولكن التحسينات التي يقدمها كانت أقل وضوحًا مقارنة بالانتقال من GPT-3 إلى GPT-4، خصوصًا في بعض المجالات مثل البرمجة.
ولهذا قد نتساءل: هل وصلت رائدة الذكاء الاصطناعي إلى حدود ما يمكن تحقيقه من تحسينات كبيرة باستخدام النماذج الحالية؟
الالتزام بالحيادية في الأحداث السياسية
ومع تزايد اهتمام العالم بالأحداث السياسية الكبرى، تزداد التحديات أمام الشركة لضمان أن التقنيات الذكية المتقدمة لا يتم استخدامها بطرق قد يكون لها تأثير على العملية الانتخابية.
في 8 نوفمبر الماضي، أعلن الفريق في الشركة عن رفض أكثر من 250,000 طلب لإنشاء صور لأشخاص سياسيين خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقد جاءت هذه الطلبات لمحاولات إنشاء صور لمرشحين بارزين مثل الرئيس بايدن ونائب الرئيسة كامالا هاريس.
والهدف وراء هذا الرفض هو ضمان عدم استغلال تقنيات توليد الصور لتضليل الناخبين.
كما أكدت عملاقة التكنولوجيا أنها تتعاون مع الجمعيات الحكومية للحفاظ على حيادها في هذا السياق، وأنها أطلقت شراكات مع منظمات مثل CanIVote.org لضمان توجيه الاستفسارات المتعلقة بالانتخابات إلى المصادر الموثوقة.
قضية حقوق الطبع والنشر لصالح OpenAI
حققت أوبن إيه آي مؤخرًا انتصارًا قانونيًا هامًا بعد أن رفضت محكمة جنوب نيويورك قضية انتهاك حقوق الطبع والنشر التي رفعتها شركتا Raw Story Media, Inc. وAlterNet Media, Inc ضد الشركة.
حيث تضمنت الدعوى اتهامات باستخدامها لمقالات منشورة من دون إذن وبدون الحفاظ على معلومات حقوق النشر (CMI) وفقًا لقانون DMCA، القسم 1202(b).
أشارت القاضية كولين مكماهون إلى أن المدعين لم يتمكنوا من إثبات وجود ضرر فعلي ناتج عن استخدام OpenAI لمحتواهم، وهو ما يعد مطلبًا أساسيًا للمضي في الدعوى. وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يولد محتوى من خلال تركيب المعلومات وليس من خلال تكرار النصوص حرفيًا.
وبهذا القرار، تمكنت OpenAI من وضع سابقة قانونية جديدة تساعد في توضيح كيفية التعامل مع مثل هذه القضايا في المستقبل، خاصة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
انقطاع خدمات ChatGPT، ونمو المنصة المتزايد
في 8 نوفمبر 2024، تعرضت خدمة ChatGPT لانقطاع مفاجئ أثر على ما يزيد عن 19,400 مستخدم، وفقًا لبيانات من منصة Downdetector.com في الساعة 7:13 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي.
وعلى الرغم من أن الشركة استجابت بسرعة وأكدت أنها تعمل على استعادة الخدمة، إلا أن الحادث يعكس حجم الاعتماد المتزايد للمستخدمين على هذه الخدمات.
ورغم هذا الانقطاع، لا يزال ChatGPT يشهد نموًا ملحوظًا.
فوفقًا لبيانات موقع الإحصائيات الشهير Similarweb، وصل عدد الزيارات العالمية للمنصة في أكتوبر 2024 إلى 3.66 مليار، وذلك بزيادة قدرها 17.2% عن الشهر السابق، مما يعكس تزايد أهمية هذه التكنولوجيا في الحياة اليومية للملايين حول العالم.
وبجانب ChatGPT، تشهد منصات ذكاء اصطناعي أخرى مثل NotebookLM نموًا ملحوظًا، حيث زادت زياراتها بنسبة تتجاوز 200% في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي.
ويرجع هذا الارتفاع إلى ميزات جديدة، أبرزها خاصية Audio Overview لتحويل النصوص إلى حوار بين صوتين مركبين يستعرضان محتوى المستندات.
وعلى الرغم من أن زيارات NotebookLM لا تزال أقل من ChatGPT، فإن هذا النمو الكبير يُظهر مدى التنافس الذي نشاهده في هذا المجال.
وبهذا الشأن، كنا قد نشرنا مقالًا سابقًا عن أكثر الأدوات شعبية واستخدامًا في ٢٠٢٤.