
يبدو أن انتظار نموذج OpenAI القادم "GPT-5" قد قارب على الانتهاء.
وتشير تقارير متزايدة من مصادر مطلعة، نقلًا عن منصات إخبارية بارزة مثل "أكسيوس" و"ذا فيرج"، إلى أن الشركة تعتزم إطلاق "جي بي تي-5" في شهر أغسطس المقبل.
والأهم من الموعد، هو أن الاختبارات الأولية كشفت عن نموذج بقدرات استثنائية، وصفه من جربه بأنه "خطوة هائلة إلى الأمام" قد تعيد رسم خريطة المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ما الذي يجعل GPT-5 مختلفًا لهذه الدرجة؟
يكمن سر التفوق المرتقب، بحسب تقرير مفصل من موقع "ذي إنفورميشن"، في بنية النموذج الهجينة.
فبدلًا من كونه مجرد نسخة أكبر من سابقيه، يدمج "GPT-5" بين بنية GPT التقليدية وعناصر من نماذج "o" المتخصصة في التفكير المنطقي.
تمنح هذه الهندسة النموذج مرونة فريدة، فهو يستطيع تعديل مقدار الجهد الذهني الذي يخصصه لكل مهمة.
وعند التعامل مع استفسارات بسيطة، تكون استجابته سريعة ومباشرة، ولكن عند مواجهة تحديات معقدة، فإنه يوظف قدرات تفكير أعمق وأكثر تحليلًا.
تقدم استثنائي في مجال البرمجة
أحد أبرز جوانب القوة التي أظهرتها الاختبارات الأولية يتركز في مجال هندسة البرمجيات.
ووفقًا لأحد الأشخاص الذين اختبروا النموذج، فإن "GPT-5" يتعامل مع تحديات البرمجة الأكاديمية والمهام الواقعية، مثل تعديل قواعد بيانات برمجية قديمة ومعقدة، بكفاءة تفوق الإصدارات السابقة.
في هذا السياق، أفاد التقرير أن النموذج تفوق في مقارنات مباشرة على "Claude Sonnet 4" من شركة أنثروبيك، وهو مؤشر على أن OpenAI تسعى بجدية لاستعادة هيمنتها في سوق المساعدات البرمجية الذي قد تبلغ قيمته مئات الملايين سنويًا.
طموحات أبعد نحو الذكاء الاصطناعي العام
رغم ذلك، تبدو أهداف الشركة أبعد من مجرد تحسين المهام الحالية.
وصرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، بأن "GPT-5" حجر زاوية في الطريق نحو بناء "ذكاء اصطناعي عام" (AGI)، وهو نظام يمتلك قدرات ذهنية تضاهي البشر أو تتجاوزهم.
ولكنه أوضح أيضًا أن الإنجازات الأخيرة للشركة في حل المسائل الرياضية الأولمبية، والتي تحققت عبر نموذج تجريبي، لن تكون جزءًا من النسخة الأولى من "جي بي تي-5" عند إطلاقها.
GPT-5: نموذج جديد أم نظام توجيه ذكي؟
من ناحية أخرى، يطرح بعض الباحثين فرضية مثيرة للاهتمام.
فقد لا يكون "GPT-5" نموذجًا واحدًا جديدًا بالكامل، بل ربما يكون "نظام توجيه" متطورًا.
ويقوم هذا النظام بتحليل طلب المستخدم ثم يختار بشكل ديناميكي أفضل أداة لتنفيذ المهمة، سواء كانت نموذجًا تقليديًا أو آخر يعتمد على الاستدلال.
وإن صحت هذه الفرضية، فإنها تشير إلى تحول استراتيجي في الصناعة نحو تحسين الأداء بأساليب أكثر ذكاءً، بالاعتماد على التعلم المعزز والبيانات الاصطناعية، وهو مجال تستثمر فيه OpenAI بكثافة.
ماذا يعني هذا للسوق والمستخدم؟
تأتي هذه الأنباء بعد فترة من الغموض، ومع ظهور مستخدمين يختبرون النموذج فعليًا وقيام خبراء الأمن بعمليات "الفريق الأحمر" لضمان سلامته، تتجه كل الأنظار نحو إطلاق صيفي قريب خلال أيام.
وأوضحت التقارير أن OpenAI تنوي إطلاق إصدارات مصغرة (mini و nano) من النموذج، ستكون متاحة عبر واجهة برمججة التطبيقات (API).
وخلاصة القول، إن صحت التقارير، فإن "GPT-5" لن يكون مجرد تحديث آخر، بل أداة أكثر قوة وفعالية قد تعزز مكانة OpenAI لدى المطورين والشركات، وتمنح موردي الرقائق مثل "إنفيديا" سببًا آخر للاحتفال.