تواصل جوجل تعزيز حضورها في عالم البحث عبر الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت أمس عن توسيع نطاق ميزة ملخصات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 100 دولة.
الآن أصبح من الممكن الوصول إلى هذه الملخصات بلغات متعددة. وفي هذا التقرير سنخوض في معرفة هذه الأداة الجديدة وأبرز التطورات التي شهدتها.
ماهي ملخصات الذكاء الاصطناعي "AI Overviews" من جوجل؟
قدمت Google ميزة "AI Overviews" كجزء من استراتيجية طموحة لإدخال الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في عمليات البحث.
والهدف هو تقليل الجهد على المستخدم عند التنقيب عن المعلومات.
وهذه الميزة تعمل كملخص سريع للمواضيع المعقدة التي يبحث عنها المستخدم، كما تقدم نتائج مختصرة إلى جانب روابط لمصادر موثوقة للمزيد من المعلومات.
حيث تقوم خوارزميات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتوليد الإجابة بشكل شامل، وذلك يجعل عملية الوصول إلى المعلومة أسهل بكثير دون الحاجة للتنقل بين عدة مواقع
و يعتبر هذا التطور امتدادًا لسلسلة تحديثات مستمرة أطلقتها الشركة منذ بداية هذا العام، مستهدفة تحسين التجربة البحثية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
دعونا نستعرض فيما يلي التسلسل الزمني لهذه الميزة والتحديثات المتعلقة بها:
انطلاقة الميزة وتطورها - تحسينات على تصميم الملخصات ودعم المواقع الموثوقة
بدأت جوجل في مايو 2024 بتفعيل ملخصات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة تحت اسم "AI Overviews".
ولاحقًا في أغسطس 2024، وسّعت الشركة نطاق الميزة لتشمل دولًا مثل المملكة المتحدة، الهند، اليابان، إندونيسيا، المكسيك، والبرازيل.
كما بدأت في هذه المرحلة بعرض الصفحات المقتبسة بشكل بارز ضمن الملخصات، الأمر الذي أدى إلى تعزيز شفافية البحث وتحفيز الباحثين على زيارة المواقع المصدرية.
وشملت هذه التحسينات عرض المصادر بشكل أكثر وضوحًا على يمين الملخصات، وهو ما ساعد في زيادة حركة المرور إلى هذه المواقع.
وجاءت هذه الخطوة أيضًا استجابة لبعض المخاوف بشأن شمولية المصادر، حيث أصبحت تتيح معرفة مصدر المعلومة بسهولة ومصداقية أكبر.
تقديم الإعلانات داخل ملخصات الذكاء الاصطناعي
مع توسع استخدام أداة "AI Overview"، بدأت الشركة في اوائل أكتوبر 2024 بإدراج الإعلانات داخل هذه الملخصات في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة.
ويظهر الإعلان عند طرح أسئلة تتضمن نية تجارية، مثل البحث عن منتجات معينة.
وفي هذه الحالة، تعرض جوجل إعلانات تحت عنوان "مُموَّلة" "Sponsored" بحيث تتماشى مع محتوى بحث الأشخاص.
وبالرغم من الانتقادات التي قد تواجهها هذه الخطوة، توضح جوجل أنها تهدف من ذلك إلى مساعدة الأشخاص في الوصول إلى المنتجات والخدمات ذات الصلة بسرعة.
كما أوضحت أيضًا أن هذه الإعلانات ستظل مقتصرة على السوق الأمريكية في الوقت الحالي، بينما ستظهر الإعلانات في باقي الدول ضمن أماكن مخصصة داخل الصفحة، بعيدًا عن ملخصات الذكاء الاصطناعي نفسها.
وعلى غرار ما تقوم به مايكروسوفت مع مساعدها "Copilot"، تسعى جوجل إلى استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة الإعلانات دون التأثير سلبًا على تجربة المستخدم.
التلخيص باستخدام نموذج Gemini
تعتمد Google في تشغيل هذه الملخصات على نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini، المصمم لفهم الاستفسارات المعقدة وتقديم إجابات دقيقة ومناسبة.
ويتميز النموذج بالقدرة على الجمع بين البيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك "Knowledge Graph" وبيانات الإنترنت المفتوحة، ما يُمكّن الباحث من الوصول إلى معلومات مفصّلة دون الحاجة إلى التنقل بين عدة صفحات.
والجدير بالذكر أن الشركة تعتمد عليه أيضًا في ميزة البحث الجديدة عبر عدستها الشهيرة Google Lens.
وقد واجهت جوجل انتقادات تتعلق بمخاطر ما يُعرف بـ "الهلاوس" أو الإجابات غير الدقيقة التي قد يقدمها الذكاء الاصطناعي، خاصةً في المواضيع الحساسة.
وردًا على هذه المخاوف، ركّزت عملاقة التكنولوجيا في تطوير Gemini المستخدم في هذه الملخصات ليعطي أولوية أعلى للدقة على حساب الابتكار، لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة.
وعلى جانب آخر، تعتزم الشركة تقديم نتائج مخصصة وفقًا لاحتياجات المستخدم، مثل اقتراح أماكن تناول الطعام أو إعداد خطط سفر بناءً على تفضيلات البحث.
فعلى سبيل المثال، إذا سأل شخص ما عن "أفضل مطعم بيتزا قريب"، يحصل على نتيجة تتضمن خيارات متعددة مصنفة حسب تقييمات المستخدمين والموقع الجغرافي، وبالتالي تجربة البحث تكون أسرع وأكثر فائدة.
تفاصيل التوسع الجديد لأداة AI Overview
تشمل هذه التوسعة دولًا من قارات مختلفة مثل كندا، أستراليا، نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، الفلبين، نيجيريا، وتشيلي، وبالتالي تحسين تجربة المستخدمين في هذه الدول عبر تقديم ملخصات دقيقة وشاملة مباشرة ضمن نتائج البحث، والذي أصبح يشمل عدة لغات من بينها الإنجليزية، الإسبانية، الهندية، البرتغالية، واليابانية.
بالختام، فإن أداة "AI Overview" من Google هي وسيلة حية لمشاهدة مستقبل البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فهي ستساعدنا في الوصول إلى المعلومات بسهولة والاستمتاع بتجربة بحث متكاملة ودقيقة.
ومع مزيد من التوسع الذي ننتظره لتشمل دولًا جديدة ولغات أخرى كلغتنا العربية، ستزداد فاعليتها في تقديم ملخصات دقيقة مدعومة بإعلانات ذكية تستهدف تلبية احتياجات الأفراد حول العالم.
ولكن يبقى التحدي في تقديم محتوى دقيق وخالٍ من الأخطاء، خصوصًا مع تطور التكنولوجيات التي تعتمد عليها الشركة لضمان تجربة أفضل لمستخدميها في جميع أنحاء العالم.
