

انطلقت النسخة التجريبية الأولية لمنصة روبوتات الدردشة الجديدة Token Monster في الثلاثين من مايو 2025.
هذه المنصة تعد بتغييرات في أسلوب تفاعل المستخدمين مع النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، من خلال تقديمها حلاً يدمج ببراعة بين عدة نماذج وأدوات متنوعة بشكل تلقائي.
تسمح بنية المنصة بالاستفادة من طيف واسع من النماذج اللغوية دون حاجة المستخدمين إلى التعامل مع تعقيدات اختيار النموذج الأنسب لكل مهمة على حدة.
وبذلك، يجد المستخدمون أنفسهم أمام تجربة توفر الوقت وتقلل من الجهد المبذول في الإعدادات التقنية.
كما يعمل النظام على تحليل طلب المستخدم، ثم يختار المزيج الأمثل من النماذج والأدوات المتاحة لتقديم استجابة أفضل.
ومع تزايد أهمية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال والإنتاجية الفردية، تقدم "توكن مونستر" نفسها كأداة سهلة الاستخدام.
سواء كان الهدف صياغة محتوى، أو تحليل بيانات، أو حتى أتمتة بعض المهام، تقوم المنصة ديناميكيًا باختيار أفضل الموارد المتاحة لتلبية حاجة المستخدم وضمان أفضل أداء ممكن.
وتشمل قائمة النماذج المتاحة عبر المنصة أسماء بارزة مثل نماذج من "أنثروبيك" كـ "Claude 4 Sonnet" و "Claude 4.Opus"، ونماذج من "OpenAI" مثل "GPT-4.1" و "GPT-4o"، بالإضافة إلى نماذج أخرى مخصصة للبحث والتحليل المنطقي.


وقد أشار خبراء الصناعة بالفعل إلى الأثر المحتمل لهذه المنصة على مشهد الذكاء الاصطناعي. ومن خلال إزالة بعض الحواجز التقنية، قد تساهم "Token Monster" في جعل قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في متناول شريحة أوسع، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمطورون الأفراد الذين قد لا يمتلكون الموارد الكافية لعمليات دمج معقدة.
تطوير المنصة
طور المنصة مات شومر، وهو أحد مؤسسي (OthersideAI) والمعروف بمساعد الكتابة الذكي Hyperwrite AI.
وتعتمد "توكن مونستر" على خدمة OpenRouter، وهي بوابة خارجية تتيح الوصول إلى نماذج لغوية متعددة، وقد استثمر شومر مبلغًا صغيرًا فيها، بحسب إفادته.
تسمح هذه البنية الهندسية للمنصة بالتواصل مع نماذج من مزودين مختلفين دون الحاجة لبناء تكاملات منفصلة لكل نموذج.
الوصول المجاني إلى Token Monster
يمكن التسجيل مجانًا حاليًا عبر موقع tokenmonster.ai.
ومن بين الخصائص البارزة للنسخة التجريبية قدرة المستخدمين على رفع ملفات متنوعة مثل جداول البيانات "إكسل" والعروض التقديمية "باوربوينت" والمستندات.
إضافة إلى ذلك، توجد ميزات مثل استخلاص محتوى صفحات الويب، وجلسات محادثة مستمرة، و"وضع سريع" (FAST mode) يوجه الطلب تلقائيًا إلى أفضل نموذج دون تدخل المستخدم.
وفيما يتعلق بالتسعير، لا تفرض "Token Monster" رسوم اشتراك شهرية ثابتة في الوقت الحالي.
عوضًا عن ذلك، يدفع المستخدمون فقط مقابل الوحدات (tokens) التي يستهلكونها عبر "Open Router".
وبذلك، يوفر نظام الدفع مرونة تناسب مختلف مستويات الاستخدام.
سير عمل متعدد الخطوات
من ناحية أخرى، تذهب workflows الذكاء الاصطناعي في "Token Monster" إلى أبعد من مجرد توجيه الطلبات.
ففي أحد الأمثلة، قد يبدأ روبوت الدردشة بمرحلة بحث باستخدام واجهات برمجة تطبيقات البحث عبر الويب، ثم يمرر تلك البيانات إلى نموذج مخصص لتحديد فجوات المعلومات.
بعد ذلك ينشئ مخططًا باستخدام نموذج آخر، ليقوم نموذج مختلف بصياغة النص.
وأخيرًا يعمل نموذج إضافي على تنقيحه. يهدف هذا التنسيق متعدد الخطوات إلى تقديم إجابات أغنى وأكثر اكتمالاً.
الذكاء الاصطناعي يصبح الرئيس التنفيذي
وفي خطوة تجريبية لافتة، أعلن شومر عن تسليم قيادة "توكن مونستر" إلى نموذج "كلود" من "أنثروبيك"، واصفًا إياه بـ "الرئيس التنفيذي كلود".
وأكد شومر التزامه باتباع كل قرار يتخذه هذا "الرئيس التنفيذي" الاصطناعي، معتبرًا ذلك اختبارًا لمعرفة قدرة الذكاء الاصطناعي على إدارة عمل تجاري بفعالية.
يأتي إطلاق "Token Monster" بعد أقل من عام على جدل واجهه شومر بخصوص إطلاقه ثم سحبه لنموذج Reflection 70B.
وقد قدم شومر اعتذارًا وقتها، موضحًا أن المشكلات نجمت عن أخطاء ارتكبت بسبب سرعة العمل. سلطت تلك الحادثة الضوء على التحديات والمخاطر المصاحبة للتطوير السريع في مجال الذكاء الاصطناعي وأهمية الشفافية.
ماذا ينتظرنا؟
أفاد شومر بأن فريقه يستكشف أيضًا إمكانيات جديدة، مثل التكامل مع خوادم بروتوكول سياق النموذج (MCP). هذا التكامل من شأنه أن يسمح للمنصة بالاستفادة من قواعد المعرفة والأدوات والمنتجات الخاصة بالمواقع والشركات لتنفيذ مهام ذات مستوى أعلى من مجرد إنشاء النصوص أو الصور.
ورغم أن "Token Monster" لا تزال في مراحلها الأولى، وهي حاليًا منتج تجريبي، إلا أنها تقدم بالفعل مجموعة من الميزات القوية.
ومن المتوقع أن تشهد المنصة تحديثات وتطورات سريعة بناءً على ملاحظات المستخدمين.
وبالنسبة للمستخدمين الراغبين في الاستفادة من القوة المدمجة لنماذج لغوية متعددة دون عناء التبديل بينها، قد تكون "توكن مونستر" خيارًا جذابًا.
وبالأخير، يبقى علينا أن نرى كيف سيتبناها المستخدمون والشركات، وكيف ستسير تجربتها الفريدة في الإدارة بقيادة الذكاء الاصطناعي.