
في تحرك استراتيجي يعكس طموح السعودية في ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شركة Humain "هيومن"، بدعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة الذي تتجاوز قيمته 940 مليار دولار.
تهدف هذه المبادرة إلى تأسيس بنية رقمية متقدمة، تشمل مراكز بيانات ضخمة ونماذج ذكاء اصطناعي تركّز على اللغة العربية، لتخدم المستخدمين محليًا وإقليميًا.
تزامن ذلك الإعلان مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، والتي رافقتها قمم اقتصادية كبرى، أبرزها منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، بحضور أسماء لامعة مثل إيلون ماسك وسام ألتمان ومارك زوكربيرغ.
وتصدّر الذكاء الاصطناعي أجندة النقاشات، في وقت أعلنت فيه كبرى شركات التقنية الأميركية عن شراكات ضخمة مع السعودية.
ووقّعت شركة "هيومن" اتفاقيات مع "إنفيديا" للحصول على مئات آلاف شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تبدأ بدفعة أولى تضم 18 ألف شريحة من طراز "بلاكويل".
كما أعلنت "AMD" عن تعاون بقيمة 10 مليارات دولار، يشمل بنية تحتية حاسوبية ضخمة بقدرة 500 ميغاواط، بينما كشفت "كوالكوم" عن مذكرة تفاهم لتطوير معالج مركزي لمراكز البيانات.
من ناحية أخرى، سيُسهم مشروع مشترك مع "أرامكو الرقمية" في إنشاء أكبر مركز حوسبة متخصص في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وتوقعت تقديرات أن سوق مراكز البيانات في السعودية سيرتفع من 1.33 مليار دولار في 2024 إلى نحو 3.9 مليار بحلول 2030، مدعومًا بهذه المبادرات.
في هذا السياق، أشار الرئيس التنفيذي لـ"هيومن" طارق أمين إلى أهمية توفير بنية تحتية متكاملة، مؤكدًا أن المشروع يمثل خطوة ضخمة نحو بناء منصة ذكاء اصطناعي عالمية من داخل المملكة.
وتشمل الخطط أيضًا تأسيس مصانع ذكاء اصطناعي بطاقة تصل إلى 500 ميغاواط، بالتعاون مع إنفيديا، إلى جانب استخدام معالجات ومسرّعات من AMD وQualcomm لضمان التنوع والمرونة في المعدات.
من جهة أخرى، أعلنت "داتافولت" السعودية عن استثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات وبنية تحتية للطاقة في الولايات المتحدة، في حين تشارك شركات مثل Google وOracle وSalesforce وUber في التزامات مشتركة بقيمة 80 مليار دولار لتطوير تقنيات متقدمة في البلدين.
تأتي كل هذه الخطوات ضمن رؤية السعودية 2030 التي تضع الذكاء الاصطناعي في صميم التحول الاقتصادي، وتعكس توجهًا واضحًا نحو تنويع الاقتصاد وبناء مستقبل تقني مستدام.