
أعلنت شركة Runway، التي تقدر قيمتها السوقية بثلاثة مليارات دولار، عن توسعها نحو قطاع الألعاب.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن رسخت الشركة مكانتها كلاعب أساسي في إنتاج المؤثرات البصرية والأفلام بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث استعانت بأدواتها استوديوهات كبرى في هوليوود.
الشركة بصدد إطلاق تجربة تفاعلية جديدة للمستخدمين، تبدأ بواجهة محادثة بسيطة تدعم إنشاء النصوص والصور.
ولكن، وفقًا لما أفاد به كريستوبال فالنزويلا، الرئيس التنفيذي للشركة، فإن الطموحات أكبر من ذلك بكثير، حيث تخطط الشركة لطرح إمكانية توليد ألعاب فيديو كاملة في وقت لاحق من هذا العام.
من كواليس السينما إلى ساحات اللعب
يعتقد فالنزويلا أن صناعة الألعاب تقف اليوم في نفس الموقف الذي كانت فيه هوليوود قبل عامين حين ظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي لأول مرة.
فبعد فترة من المقاومة والتردد، بدأت استوديوهات السينما تتبنى هذه التقنيات تدريجيًا في عمليات الإنتاج.
وأشار إلى أن أدوات Runway قد أسهمت بالفعل في إنتاج أعمال مثل مسلسل "House of David" لصالح أمازون، وأن الشركة تعمل مع غالبية الاستوديوهات الكبرى.
في هذا السياق، أضاف فالنزويلا: "إذا كنا نستطيع مساعدة استوديو على إنتاج فيلم أسرع بنسبة 40 بالمئة، فمن المحتمل أن نتمكن من مساعدة مطوري الألعاب على صنع ألعابهم بوتيرة أسرع".
وأعرب عن اعتقاده بأن شركات الألعاب بدأت تستجيب لهذا التحول بوتيرة أسرع من استوديوهات السينما في بداياتها.
فرص جديدة وتخوفات من تأثير الذكاء الاصطناعي
تهدف Runway من خلال هذه الأدوات إلى جعل عملية إنشاء الألعاب أكثر سهولة وفي متناول شريحة أوسع من المبدعين، بمن فيهم المستقلون الذين لا يملكون موارد ضخمة.
ومن ناحية أخرى، أكد فالنزويلا وجود محادثات جارية مع عدد من شركات الألعاب الكبرى، ليس فقط لاستخدام تقنياتها، بل للوصول إلى بياناتها الخاصة بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسينها.
بالمقابل، لا يخلو هذا التوجه من جدل. فهناك انقسام في الآراء داخل مجتمع اللاعبين والمطورين.
ففي حين يبدي البعض حماسًا كبيرًا للقدرات الإبداعية والكفاءة التي قد تقدمها هذه الأدوات، يعرب آخرون عن قلقهم من تأثيرها على وظائف الفنانين والمصممين، واحتمالية أن تفقد الألعاب لمستها الإنسانية وتصبح ذات طابع متجانس.
ويبقى أن نرى كيف سيغير هذا التوجه قواعد اللعبة فعليًا، لكن المؤكد أن خطوة Runway الجريئة تمثل بداية فصل جديد ومثير في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وعالم الترفيه التفاعلي.