تستعد OpenAI لإطلاق نظام ذكاء اصطناعي يُدعى "Operator" في يناير 2025، وهو مشروع يسمح للوكلاء الذكيين "AI Agents" بإجراء المهام المعقدة بشكل مستقل نيابة عن المستخدمين.
وبحسب تقارير Bloomberg، سيتم إطلاق "Operator" في البداية كأداة بحثية ومعاينة للمطورين، مع التركيز على تقديم تجربة تُحاكي وجود مساعد شخصي رقمي قادر على استخدام الكمبيوتر دون الحاجة إلى إشراف بشري مباشر.
مفهوم وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلة
الوكلاء الأذكياء هي أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة تهدف إلى تنفيذ المهام بإشراف محدود من البشر.
ولذا فهي تختلف عن أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية التي تعتمد على المدخلات الفردية من المستخدمين، حيث يمكن لوكلاء "Operator" تنفيذ عمليات متعددة ومعقدة بشكل متكامل، مثل إدارة جدول الأعمال، وإنجاز العمليات الحسابية المعقدة، وحتى حجز الرحلات بشكل شامل، بناءً على تفضيلات المستخدمين.
كما أنهم لهم القدرة على العمل ضمن بيئة استخدام شاملة، وهو ما يساهم في إتاحة إمكانيات أوسع للتشغيل الآلي والتكامل مع الأدوات الأخرى في مكان العمل.
وليس OpenAI الوحيد في هذا المجال، إذ تتسابق شركات أخرى مثل Anthropic وGoogle لتطوير مساعدات رقمية مستقلة يمكنها استخدام الكمبيوتر.
على سبيل المثال، أطلقت Anthropic في أكتوبر ميزات جديدة تقوم بأتمتة تحرير جداول البيانات وإنشاء مواقع الويب.
وبالمقابل، تستثمر Google بكثافة في منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها "Gemini" والتي تستهدف تقديم حلول مشابهة تعتمد على الأتمتة، والتي من المتوقع أن يتم إطلاقها رسميًا في ديسمبر 2024.
التحديات والمخاوف المحيطة بالأنظمة الذكية
مع النمو السريع في إمكانيات الذكاء الاصطناعي، تظهر بعض المخاوف بشأن الأمان وحماية الخصوصية، مما يستوجب على الشركات مثل OpenAI العمل على تعزيز مستوى الشفافية وتطبيق ضوابط أمان قوية.
وقد بدأت OpenAI بالفعل بإجراء اختبارات مكثفة على "Operator" لضمان توفير تجربة آمنة وموثوقة للمستخدمين، مع العمل على منع أي إساءة استخدام محتملة.
بالختام، فإن الأنظمة الذاتية هي خطوة متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تسمح لنا بتفويض المهام الروتينية والعمليات المعقدة للوكيل الرقمي، وهو ما يسهم في زيادة الإنتاجية وتبسيط الحياة اليومية.
وإذا نجحت هذه التكنولوجيا، قد نرى تغييرًا ملموسًا في أسلوب تفاعلنا معها، حيث يصبح الAI شريكاً في التنفيذ بدلاً من مجرد أداة للمساعدة.
ومع اشتداد المنافسة بين الشركات، قد يكون عام 2025 علامة فارقة في جعل هذه الأدوات جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية.
