دليل مواقع وأدوات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي

OpenAI تطلق وضع الدراسة بـ ChatGPT: تعلّم مجانًا بدل الحلول الجاهزة

أعلنت شركة OpenAI يوم الثلاثاء عن إطلاق "وضع الدراسة" (Study Mode)، وهو أسلوب جديد داخل تطبيق ChatGPT مصمم لتغيير طريقة تفاعل الطلاب مع الذكاء الاصطناعي.

فبدلاً من تقديم إجابات سريعة ومباشرة، يعمل الوضع الجديد على إرشاد المستخدمين خطوة بخطوة لحل المسائل، في محاولة جادة لتنمية مهارات التفكير النقدي ودعم عملية التعلم الفعلية.

ويأتي هذا التحديث كاستجابة مباشرة للمخاوف التي أثيرت في الأوساط التعليمية منذ انتشار ChatGPT.

فبينما تحول التطبيق إلى أداة تعليمية واسعة الاستخدام بين الطلاب للمساعدة في الواجبات المدرسية والتحضير للامتحانات، برز تساؤل مهم حول دوره في التعليم؛ هل هو مجرد أداة لتقديم الحلول الجاهزة، أم يمكن أن يكون شريكًا في بناء فهم أعمق للمواد الدراسية؟

كيف يعمل "وضع الدراسة"؟

اعتبارًا من اليوم، أصبح "Study Mode" متاحًا للمستخدمين المجانيين في ChatGPT، بالإضافة إلى الباقات المدفوعة.

ولبدء استخدامه، قم باختيار خيار "ادرس وتعلم" (Study and learn) من قائمة الأدوات في ChatGPT.

وعند تفعيل الوضع الجديد، يبدأ ChatGPT في طرح أسئلة توجيهية بدلاً من عرض الإجابة النهائية.

وقد تم تصميم هذه الطريقة، التي تعتمد على أسئلة تفاعلية وتلميحات، لدفع الطالب إلى المشاركة بفاعلية في عملية التعلم.

مقارنة بين واجهتين لـ ChatGPT: الواجهة العادية تقدم حلًا مباشرًا لمسألة إحصاء، بينما واجهة "وضع الدراسة" تبدأ حوارًا توجيهيًا لحل نفس المسألة.
مقارنة بين واجهتين لـ ChatGPT: الواجهة العادية تقدم حلًا مباشرًا لمسألة إحصاء، بينما واجهة "وضع الدراسة" تبدأ حوارًا توجيهيًا لحل نفس المسألة. الصورة: OpenAI

وبحسب تصريحات OpenAI، جرى تطوير هذه الآلية بالتعاون مع معلمين وخبراء في علم أصول التدريس لضمان توافقها مع أبحاث علوم التعلم الراسخة.

من ناحية أخرى، يقدم الوضع الجديد المعلومات في صورة أقسام متدرجة وسهلة المتابعة، وهو أسلوب يساعد على استيعاب المفاهيم المعقدة دون الشعور بالإرهاق.

كما يوفر دعمًا مخصصًا يتكيف مع مستوى كل مستخدم، بناءً على تقييم مهاراته من خلال الأسئلة والمحادثات السابقة.

أصداء إيجابية وبعض التحديات

لاقت هذه المبادرة ترحيبًا من خبراء التعليم. في هذا الإطار، أشار روبي تورني، كبير مديري برامج الذكاء الاصطناعي في "كومن سنس ميديا"، إلى أن "وضع الدراسة يشجع الطلاب على التفكير النقدي في تعلمهم بدلاً من إنجاز العمل نيابة عنهم".

أما على صعيد الطلاب الذين اختبروا الوضع الجديد، كانت الانطباعات إيجابية للغاية.

ووفقًا ل OpenAI، وصفه طالب جامعي يُدعى نوح كامبل بأنه أشبه بوجود "مكتب استشارات مباشر ومتاح على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع".

فيما أعربت الطالبة ماجي وانغ عن تجربتها قائلة: "كان الوضع أشبه بمدرس لا يكل من أسئلتي. بعد جلسة عمل استمرت ثلاث ساعات، فهمت أخيرًا مفهومًا حاولت تعلمه مرات عديدة من قبل".

رغم ذلك، أقرت OpenAI بوجود بعض التحديات. أبرز هذه التحديات هو أن الطالب يستطيع ببساطة إيقاف "وضع الدراسة" والعودة إلى الوضع العادي للحصول على إجابة مباشرة.

وفي إفادة صحفية، أوضحت ليا بيلسكي، نائبة رئيس قسم التعليم في الشركة، أنه لا توجد حاليًا أدوات تمكّن أولياء الأمور أو المسؤولين من فرض استخدام هذا الوضع، لكن الشركة قد تبحث في إضافة ضوابط إدارية أو أبوية في المستقبل.

في نهاية المطاف، يمثل إطلاق "وضع الدراسة" خطوة أولى ضمن رحلة طويلة تهدف من خلالها OpenAI إلى تحسين تجربة التعلم عبر ChatGPT، مع خطط مستقبلية لنشر أبحاث معمقة حول كيفية استفادة الطلاب من الذكاء الاصطناعي في مسيرتهم التعليمية.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *