

في خطوة استراتيجية قد تغير طريقة تفاعلنا مع العالم الرقمي، بدأت شركة أوبن إيه آي، المطورة لتطبيق الذكاء الاصطناعي واسع الانتشار "ChatGPT"، في استكشاف إمكانية تمكين المستخدمين من الولوج إلى تطبيقات وخدمات خارجية متعددة عبر حساباتهم في "شات جي بي تي".
يهدف هذا التوجه، الذي انتقل من مجرد فكرة إلى مرحلة جس نبض المطورين، إلى جعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وتوحيدًا.
وقد كشفت OpenAI عن هذا المسعى بشكل مباشر من خلال صفحة خاصة على موقعها الرسمي، تحمل عنوان "نموذج طلب الاهتمام بميزة تسجيل الدخول باستخدام شات جي بي تي".
وتدعو الصفحة المطورين الراغبين في دمج هذه القدرة ضمن تطبيقاتهم الخاصة إلى تعبئة نموذج مفصل.
ويشير هذا الإجراء إلى أن الشركة، التي يقترب عدد مستخدمي تطبيقها "ChatGPT" من 600 مليون مستخدم نشط شهريًا، تسعى بشكل جاد لتحويل هذه القاعدة الجماهيرية إلى أساس لخدمة تسجيل دخول موحدة، قد تضعها في مصاف المنافسين الكبار مثل آبل وجوجل في هذا المجال.
وتطلب الشركة من المطورين في نموذجها معلومات دقيقة تشمل تفاصيل تطبيقاتهم، ومرحلة تطورها، وعدد المستخدمين النشطين، وكيفية استخدامهم لواجهات برمجة تطبيقات OpenAI الحالية.
كما تلفت الصفحة انتباه المطورين إلى إمكانية معاينة تجربة تسجيل الدخول هذه من خلال أداة Codex CLI، وهي واجهة برمجية مخصصة تساعد المبرمجين على الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في مهام الترميز.
ما الذي يعنيه هذا التطور للمستخدم العادي؟
على الرغم من أن الخطوات الحالية موجهة بشكل أساسي للمطورين، إلا أن نجاح هذه المبادرة قد ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على المستخدمين.
فإمكانية استخدام حساب واحد للوصول إلى تطبيقات متعددة تعني تبسيطًا كبيرًا للحياة الرقمية وتخفيفًا لعبء إدارة العديد من بيانات الدخول.
ومع ذلك، تبقى قضايا خصوصية البيانات وأمنها في صلب اهتمامات المستخدمين، حيث سيكون من الضروري لأوبن إيه آي توفير ضمانات واضحة حول كيفية التعامل مع معلومات المستخدمين عند تفعيل مثل هذه الخدمة.
ينسجم هذا التوجه مع رؤية OpenAI الأوسع لبناء نظام بيئي متكامل، لا يقتصر على تقديم نماذج لغوية متطورة فحسب، بل يشمل أيضًا توفير الأدوات والمنصات التي تسهل على المطورين بناء تطبيقات ذكية ومبتكرة.
وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، قد أشار سابقًا إلى النظر في مثل هذه الخاصية، والآن تتخذ الشركة خطوات عملية نحو تحقيقها.
وبينما يترقب مجتمع التكنولوجيا والمستخدمون على حد سواء الكشف عن مزيد من التفاصيل حول الجدول الزمني لإطلاق هذه الميزة على نطاق واسع، وآلية عملها بشكل كامل، تظل هذه المبادرة مؤشرًا قويًا على طموح OpenAI في التوسع في عالم التفاعل الرقمي.