
في تحول لافت، أقرّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الشركة ربما تبنّت نهجًا خاطئًا فيما يتعلق بمسألة المصدر المفتوح، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في استراتيجيتها.
وقال: "أعتقد شخصيًا أننا كنا على الجانب الخطأ من التاريخ هنا ونحتاج إلى التوصل إلى استراتيجية مختلفة للمصدر المفتوح".
جاء هذا التصريح خلال جلسة "اسألني أي شيء" على منصة Reddit، حيث أكد ألتمان أن بعض زملائه داخل الشركة لا يتفقون معه، لكنه يرى الحاجة إلى نهج مختلف تجاه البرمجيات مفتوحة المصدر.
ويأتي هذا الاعتراف في ظل تزايد الضغوط من منافسين مثل DeepSeek، الشركة الصينية الناشئة التي أحدثت ضجة بإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يقال إنه يتمتع بكفاءة تضاهي أنظمة OpenAI، ولكن بتكلفة تطوير أقل بكثير.
وتشير التقارير إلى أن DeepSeek استخدمت 2000 وحدة معالجة رسومية فقط لبناء نموذجها، مقارنةً بعشرات الآلاف من الوحدات التي تعتمد عليها الشركات الكبرى.
هل يؤثر المصدر المفتوح على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
لطالما انقسمت الآراء حول مسألة المصدر المفتوح في الذكاء الاصطناعي.
ويرى بعض الباحثين أن توفير النماذج للجمهور يعمل على تسريع الابتكار والتقدم في المجال، بينما يحذّر آخرون من مخاطر أمنية محتملة، خاصة عندما تكون هذه التقنيات في متناول جهات غير خاضعة للرقابة.
وتعكس تصريحات ألتمان هذا التحدي، حيث أشار إلى أن OpenAI ما زالت توازن بين الانفتاح والحفاظ على الأمان.
وعلى الرغم من حديث ألتمان عن الحاجة إلى نهج جديد، فإنه أوضح أن تعديل سياسة OpenAI ليس ضمن أولوياتها القصوى حاليًا.
ومع ذلك، فإن الاعتراف العلني بهذه المشكلة قد يكون مؤشرًا على تغييرات مستقبلية، خاصة مع تصاعد المنافسة من الشركات التي تراهن على نهج أكثر شفافية.
OpenAI في مفترق طرق
لقد فكرت ملياً، الأمر ليس بهذه السهولة.
في بداية هذا العام، كشف ألتمان أن OpenAI تواجه خسائر بسبب خطة ChatGPT Pro، رغم مبلغ اشتراكها الكبير والذي يصل إلى 200 دولارًا شهريًا.
ولعل هذا يبرز بعض التحديات التي تواجه الشركة في تحقيق الأرباح، رغم أنها كانت متقدمة بفارق كبير عن أقرب المنافسين.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت OpenAI هجومًا حادًا بسبب تحولها إلى الربحية، وهو عكس المسار الذي انتهجته عند إطلاقها في عام 2015.
وجاء DeepSeek ليُبعثر كل شيء، ويزيد الأمور سوءًا بالنسبة للشركة.
لذا فهي الآن بين مطرقتي الرجوع إلى نهجها القديم ولو حتى جزئيًا، أو استكمال مسارها الحالي كما هو.
لقد اعترف ألتمان في نفس الجلسة بأن التقدم الكبير بينها وبين منافسيها ربما لن يكون كالسابق، قائلاً: "سوف ننتج نماذج أفضل، لكننا سنحافظ على تقدم أقل مما فعلنا في السنوات السابقة".
وفي الختام، يبقى السؤال المطروح: هل ستعيد OpenAI تبني مبدأ المصدر المفتوح الذي تأسست عليه في 2015، أم أن تحديات الأمان والربحية ستجعلها تواصل سياستها الحالية؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات حاسمة في هذا الجدل المتصاعد داخل عالم الذكاء الاصطناعي.