

أعلنت شركة مايكروسوفت عن تحديث هام لمساعدها الذكي "Copilot"، يدمج الآن قدرات نموذج GPT-4o المتقدم من OpenAI في مجال توليد الصور.
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحديثات التي كانت تعمل عليها الشركة في Copilot، وبعد أشهر من الضجة التي أحدثها نموذج ChatGPT-4o بقدراته المذهلة في إنشاء الصور، خاصة تلك التي اشتهرت بأسلوب "جيبلي" الفني.
ووفقًا لمايكروسوفت، فإن "ترقية توليد الصور في كوبايلوت بواسطة نموذج 4o، تسمح بإنشاء صور ذات تفاصيل وتركيب أغنى".
ومع هذا التحديث، يقوم كوبايلوت بعمل أفضل بكثير في تحسين الصور بناءً على صورة سابقة – والآن صار بالإمكان حتى تحميل صورتك الخاصة لاستخدامها كنقطة انطلاق، الأمر الذي يوفر قدرًا أكبر من التحكم الإبداعي والمرونة.
إمكانيات رائعة للمستخدمين
يجلب دمج نموذج GPT-4o من OpenAI مجموعة واسعة من الإمكانيات الجديدة لإنشاء الصور إلى Microsoft Copilot.
وومن بين هذه القدرات، يبرز إنشاء صور واقعية، وتعديل الإبداعات القائمة، وتحويل أسلوب صورة موجودة.


بالإضافة إلى ذلك، يقدم النموذج قدرة على عرض نصوص دقيقة ومقروءة ضمن الصور، وتنفيذ التوجيهات المعقدة بكفاءة.
جدير بالذكر أن الشركة كانت قد بدأت في طرح أداة توليد الصور GPT-4o لمستخدمي "مايكروسوفت 365 كوبايلوت" (المخصص للشركات) الشهر الماضي، والآن يصل هذا التحديث إلى النسخة الاستهلاكية من مايكروسوفت كوبايلوت.
وبهذا، يمتلك Microsoft Copilot قدرات توليد صور تتفوق على أدوات مايكروسوفت الأخرى مثل "مايكروسوفت ديزاينر" و "منشئ الصور من ديزاينر"، اللذين يعتمدان على تقنية DALL-E الأقدم من OpenAI.
للبدء في تجربة القدرات الجديدة مجانًا، توجه إلى copilot.microsoft.com أو من خلال تطبيق المساعد على أندرويد و IOS.
سباق مع الزمن وتحديات الشراكة
يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة Microsoft على الاستفادة من الاهتمام الواسع الذي حظيت به تقنيات توليد الصور الشبيهة بأسلوب "جيبلي"، خاصة وأن دمج GPT-4o في كوبايلوت جاء بعد فترة من الانتظار.
ويرى البعض أن هذا الوضع يعكس مرة أخرى كيف تجد مايكروسوفت نفسها في موقف لا تستفيد فيه بالكامل وبالسرعة المطلوبة من شراكتها المليارية مع OpenAI.
في هذا السياق، كان مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، قد أعرب عن عدم رضاه من أن OpenAI لا توفر دائمًا الوصول الفوري إلى نماذجها المتقدمة للذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يصعب على عملاق التكنولوجيا دمج هذه التقنيات عبر مجموعته الواسعة من المنتجات.
ولمواجهة أي تحديات مستقبلية قد تطرأ على صعيد هذه الشراكة، تعمل مايكروسوفت على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها داخل الشركة.
من ناحية أخرى، ومع هذه التحسينات، تسعى عملاقة التكنولوجيا بقوة لوضع "كوبايلوت" كمساعد ذكاء اصطناعي شامل ينافس بقوة اللاعبين الكبار في هذا المجال، مثل OpenAI نفسها وجوجل بنموذجها "جيميناي".
والهدف الأبرز هو تمكين المستخدمين من إنشاء محتوى مرئي مباشرة ضمن تطبيقات مايكروسوفت 365، مثل وورد وإكسل وأوتلوك، دون الحاجة للجوء إلى أدوات تصميم خارجية.