في خطوة مفاجئة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت شركة ميتا عن إصدار الجيل الرابع من نماذج Llama.
يتضمن Llama 4 أربعة نماذج جديدة تحت أسماء Scout وMaverick وBehemoth ونموذج رابع مخصص للمهام المنطقية من المتوقع الكشف عنه قريبًا.
وحمل الإعلان طابعًا تقنيًا مكثفًا. وظهر بوضوح أن ميتا تسعى إلى تعزيز موقعها في سباق النماذج المفتوحة، خاصة بعد الأداء اللافت لنماذج DeepSeek الصينية، والتي دفعت ميتا إلى تسريع وتيرة التطوير في محاولة للحاق بالمنافسة المتصاعدة.
وأشارت ميتا أنها انتقلت في بنية Llama 4 إلى "مزيج الخبراء" (MoE)، وهو نهج يحافظ على الموارد لأنه لا يشغل سوى أجزاء النموذج اللازمة لمهمة معينة.
نماذج Llama 4
Maverick: الأقوى
يُعد النموذج Maverick الأقوى بين النماذج المتاحة حاليًا، حيث يتكوّن من 128 خبيرًا نشطًا ويمتلك 17 مليار معلمة نشطة من أصل 400 مليار معلمة إجمالية.
ويركز هذا الإصدار على المهام الإبداعية مثل توليد النصوص والرد على الاستفسارات.
يؤكد على ذلك نتائج الاختبارات الداخلية التي أجرتها ميتا، والتي أوضحت أن Maverick يتميز في مجالات الترجمة متعددة اللغات، وفهم الصور، وتحليل الأكواد، والقدرة على التعامل مع السياقات الطويلة.
وقد تم قياسه أمام نماذج كبرى مثل GPT-4o من OpenAI وGemini 2.0 من Google، وتفوق عليها في بعض المعايير البرمجية والمنطقية.
لكنه في نفس الوقت لم يصل بعد إلى مستوى الأداء الذي تقدمه نماذج GPT-4.5 أو Claude 3.7 أو Gemini 2.5 Pro.
ويتطلب النموذج نظامًا متطورًا مثل Nvidia H100 DGX لتشغيله.
Scout: أخف وأكثر مرونة
أما Scout، فهو نموذج أخف بحجم إجمالي يبلغ 109 مليار معلمة، ويضم 16 خبيرًا نشطًا بنفس عدد المعلمات النشطة.
ولذلك يعتبر Scout أكثر مرونة بشكل كافٍ ليعمل على وحدة معالجة رسوميات واحدة من نوع Nvidia H100، على عكس Maverick الذي يتطلب أنظمة DGX متقدمة.
ويتميز نموذج Scout بقدرته الفريدة على التعامل مع محتوى سياقي طويل يصل إلى 10 ملايين رمز، وهو رقم غير مسبوق في القطاع.
تمنحه هذه الميزة قدرة استثنائية على تلخيص المستندات الطويلة وتحليل قواعد بيانات برمجية معقدة.
كما أنها وحدها تضعه في فئة خاصة، خصوصًا مع كفاءته العالية في العمل على جهاز GPU واحد، وهو ما يعزز من قيمته للمطورين والشركات التي لا تمتلك موارد حوسبة فائقة.
Behemoth: الأذكى
وبالنسبة إلى النموذج الثالث Behemoth فلا يزال قيد التدريب، وتصفه ميتا بأنه من بين أذكى النماذج اللغوية في العالم.
حيث يتمتع بـ288 مليار معلمة نشطة وقرابة تريليونين من المعلمات الإجمالية.
ورغم أنه لم يُطلق بعد، فإن اختباراته الأولية داخل ميتا تشير إلى تفوقه على GPT-4.5 وClaude 3.7 وGemini 2.0 Pro في اختبارات ترتبط بالمهارات الرياضية والهندسية، دون أن يتجاوز نموذج Gemini 2.5 Pro حتى الآن.
وسيعمل Behemoth كنموذج "مُعلم" لتدريب الأجيال القادمة من الذكاء الاصطناعي في ميتا.
Llama 4 reasoning: نموذج التفكير القادم
من المنتظر أيضًا إطلاق نموذج رابع متخصص في الاستدلال المنطقي تحت اسم Llama 4 Reasoning.
وصرح الرئيس التنفيذي-مارك زوكربيرج- بأننا ربما سنسمع عنه الشهر القادم.
ومن المتوقع لهذا النموذج أن يتبع توجهًا مشابهًا لنماذج o1 وo3-mini من OpenAI، التي تتحقق من صحة استجابتها وتُعرف بدقتها العالية، ولو على حساب سرعة الإجابة.
الوصول إلى Llama 4
أتاحت الشركة إمكانية تحميل نموذجي Maverick و Scout مباشرةً من موقع Llama.com أو عبر صفحة النموذج في Hugging Face.
وكذلك جرى دمجهما ضمن منظومة Meta AI، ليشمل ذلك تطبيقات واتساب، ماسنجر، والرسائل المباشرة في Instagram.
لكن، تقتصر حاليًا الميزات متعددة الوسائط (صور، فيديو) على الولايات المتحدة وباللغة الإنجليزية فقط.
جرب النموذج مجانًا على منصة Meta
بالإضافة إلى ذلك، تتيح منصة Groq، والتي تتميز بسرعة معالجاتها، الوصول المجاني إلى Scout وتجربته عبر منصتها.
قيود على التراخيص
في سياق موازٍ، حملت التراخيص المصاحبة لنماذج Llama 4 بعض القيود المثيرة للجدل.
إذ تمنع هذه التراخيص المستخدمين أو الشركات التي تقع في الاتحاد الأوروبي من استخدام أو توزيع النماذج، وهو قرار على الأرجح مرتبط بتعقيدات قوانين الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات في أوروبا.
كما أن الشركات التي تضم أكثر من 700 مليون مستخدم نشط شهريًا مطالبة بالحصول على ترخيص خاص من ميتا، وهو أمر تترك الشركة تقديره بالكامل لها دون التزام بالرد الإيجابي.
تحسينات على استجابات Llama 4
برغم قدرات Llama 4، إلا أن الميزة الأبرز في Llama 4 قد لا تكون فقط في أدائها الفني، بل في تحول استراتيجي من ميتا في طريقة تفاعل النماذج مع الأسئلة الحساسة.
فبينما كانت النسخ السابقة ترفض الإجابة عن مواضيع سياسية أو اجتماعية مثيرة للجدل، أظهرت النماذج الجديدة تجاوبًا أوسع وأكثر توازنًا، وفقًا لتصريحات الشركة.
وبحسب بيان رسمي، فإن Llama 4 بات يقدم ردودًا "أكثر فائدة وواقعية دون إصدار أحكام"، مع تجاوب واضح لمطالب المستخدمين المتنوعة، بما فيها وجهات النظر السياسية المختلفة.
يأتي هذا التوجه وسط اتهامات متكررة لبعض النماذج المنافسة من قبل شخصيات بارزة في المشهد السياسي الأمريكي، تتهمها بالتحيّز لخطاب "ليبرالي مفرط".
وقد سبق لشخصيات مثل إيلون ماسك وديفيد ساكس أن وجّهوا انتقادات حادة إلى OpenAI، واعتبروها "مُبرمجة لتكون مستيقظة سياسيًا".
إلا أن هذه المشكلة تتجاوز حدود الأيديولوجيا، إذ يشير خبراء إلى أن التحيز في النماذج اللغوية مشكلة تقنية متجذرة، تواجهها حتى المشاريع التي ترفع شعارات الحياد، بما في ذلك شركة xAI التابعة لماسك نفسه.
بالختام، فإن الإعلان عن Llama 4 يحمل ملامح طموحة من ميتا لبناء نظام متكامل من النماذج القادرة على التعامل مع الصور والنصوص والفيديو بطريقة مرنة وفعالة.
ومع اقتراب مؤتمر LlamaCon المرتقب، من المتوقع أن تكشف ميتا عن تفاصيل إضافية، خصوصًا بشأن النموذج المنطقي القادم.
