
لجأت شركة ميتا إلى إقامة منشآت مؤقتة تشبه الخيام لإيواء أجزاء من مراكز بياناتها الجديدة، وذلك في محاولة يائسة لتسريع بناء بنيتها التحتية العملاقة للذكاء الاصطناعي وسد الفجوة مع منافسيها.
وأعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن الشركة تمضي قدمًا في بناء عدة مجمعات ضخمة لمراكز البيانات، أحدها مشروع "هايبريون" (Hyperion) الذي قد تصل قدرته الاستيعابية للطاقة إلى 5 جيجاوات، وهو حجم هائل من الطاقة.
وتأتي هذه التحركات المتسارعة بعد أن ظهر نموذج الذكاء الاصطناعي "Llama 4" الخاص بالشركة بصورة أقل تطورًا مقارنة بالنماذج التي قدمتها شركات منافسة مثل OpenAI، و جوجل، و xAI. ويبدو أن زوكربيرج لم يعد مستعدًا للانتظار وفق الجداول الزمنية التقليدية للبناء والتشييد.
في هذا السياق، أفادت تقارير صحفية، أكدتها شركة ميتا لاحقًا، أن الشركة تستخدم هياكل خفيفة الوزن تشبه الخيام لإضافة سعة حوسبية بشكل فوري في مواقعها، بينما تستمر أعمال البناء في المنشآت الدائمة.
وأوضحت شركة "SemiAnalysis" المتخصصة في أبحاث أشباه الموصلات أن هذا التصميم لا يركز على الجماليات أو توفير أنظمة احتياطية، بل هدفه الأساسي هو "تشغيل القدرة الحاسوبية بأسرع وقت ممكن".
هذه الاستراتيجية، المستوحاة على ما يبدو من أساليب إيلون ماسك في تسريع إنتاج سيارات تسلا سابقًا، تعتمد على وحدات طاقة وتبريد مسبقة الصنع وتتخلى عن بعض معايير الأمان التقليدية، مثل مولدات الديزل الاحتياطية، كل ذلك في سبيل السرعة.
ورغم ذلك، فإن هذه الطريقة تحمل تحدياتها الخاصة.
فمن المعروف أن الخيام ترتفع حرارتها بشدة، الأمر الذي قد يشكل عقبة أمام تبريد المعدات الباهظة بداخلها، وقد تضطر الشركة إلى إيقاف بعض عمليات الحوسبة خلال الأيام شديدة الحرارة في فصل الصيف.
على الجانب الآخر، كشف زوكربيرج عن طموحات أكبر بكثير.
فبالإضافة إلى مشروع "هايبريون"، تعمل الشركة على مشروع آخر باسم "بروميثيوس" (Prometheus) بقدرة 1 جيجاوات من المقرر أن يبدأ تشغيله في عام 2026.
وأشار إلى أن أحد هذه المجمعات العملاقة قد يغطي مساحة تعادل جزءًا كبيرًا من حي مانهاتن في نيويورك.
وبهذه الخطوات، يبدو أن المنافسة في عالم التكنولوجيا لم تعد تقتصر على تطوير الخوارزميات والبرامج فحسب، بل تحولت إلى سباق محموم لامتلاك البنية التحتية المادية، حيث أصبحت مراكز البيانات هي الساحة الجديدة للمعركة القادمة في عالم الذكاء الاصطناعي.