دليل مواقع وأدوات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي

Kimi K2: المنافس الصيني المجاني الذي يتفوق على GPT-4 في البرمجة

كشفت شركة "مونشوت إيه آي" (Moonshot AI) الصينية الناشئة عن نموذجها الجديد مفتوح المصدر "Kimi K2".

يأتي هذا الإعلان ليمثل تحديًا مباشرًا للأنظمة المغلقة التي تطورها شركات كبرى مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك"، خاصة مع الأداء القوي الذي أظهره النموذج في مهام البرمجة والمهام القائمة على الوكلاء الذاتيين (agentic tasks).

وأوضحت "مونشوت" أن النموذج الجديد لا يكتفي بالإجابة على الاستفسارات، بل ينتقل إلى مرحلة تنفيذ الأفعال.

وصُمم "Kimi K2" خصيصًا لدعم القدرات "الوكيلية"، وهي المقدرة على استخدام الأدوات الخارجية، وكتابة وتشغيل الأكواد البرمجية، وإنجاز مهام معقدة ومتعددة الخطوات بشكل مستقل دون تدخل بشري مباشر.

تفوق في الأداء يثير الانتباه

على صعيد الأداء، تقدم الأرقام قصة لافتة ينبغي على المسؤولين التنفيذيين في وادي السيليكون أخذها على محمل الجد.

ففي اختبارات الأداء القياسية التي نشرتها صفحة النموذج، أظهر "Kimi K2" نتائج تتفوق في بعض الأحيان على منافسيه.

على سبيل المثال، في معيار "LiveCodeBench" الذي يعد من أكثر المقاييس واقعية لاختبار قدرات البرمجة، حقق النموذج دقة تصل إلى 53.7%، ليتجاوز بذلك نماذج معروفة مثل "GPT-4.1".

رسوم بيانية توضح مقارنة نموذج Kimi K2 في المعايير المختلفة مقارنة بالمنافسين.

والأمر لا يتوقف عند البرمجة، ففي اختبارات الرياضيات مثل "MATH-500"، سجل النموذج نسبة نجاح بلغت 97.4%، وهو ما يشير إلى أن "Moonshot AI" ربما توصلت إلى حلول فعالة في جانب الاستدلال الرياضي الذي شكل تحديًا للعديد من المنافسين.

سر تفوق Kimi K2

يكمن سر هذا الأداء المتفوق في البنية الهندسية للنموذج. يعتمد "Kimi K2" على معمارية "خليط الخبراء" (MoE) التي تضم تريليون متغير (parameter)، مع تنشيط 32 مليار متغير منها عند كل استدلال.

وتسمح هذه البنية بتقسيم النموذج إلى شبكات فرعية متخصصة، وهو أمر يخفض تكاليف الحوسبة بدرجة كبيرة ويحقق أداءً أسرع.

وفي سياق متصل، كشفت الشركة عن تطويرها لأداة تحسين جديدة أطلقت عليها اسم "MuonClip".

ووفقًا للشركة، نجحت هذه الأداة في الحفاظ على استقرار عملية تدريب النموذج الضخم دون تسجيل أي مشاكل، وهو إنجاز هندسي قد يغير قواعد اللعبة الاقتصادية في تدريب النماذج اللغوية الكبيرة.

الوصول المجاني إلى Kimi K2

توفر "Moonshot AI" نموذجها الجديد "Kimi K2" بشكل مجاني للمستخدمين عبر الويب والهاتف عبر موقع kimi.com.

كما تتيح للمطورين إمكانية دمجه في تطبيقاتهم من خلال واجهة برمجية (API) متوافقة، أو تشغيله على خوادمهم الخاصة.

وتخطط الشركة مستقبلًا لتعزيز قدرات النموذج بإضافة ميزات كالفهم البصري والتفكير المتقدم. ومع ذلك، أقرت بوجود بعض التحديات الحالية في أداء النموذج عند التعامل مع المهام المعقدة واستخدام الأدوات، مؤكدةً أنها تعمل على معالجتها في الإصدارات القادمة.

استراتيجية ذكية لقلب الموازين

طرحت "Moonshot AI" نموذجاها في نسختين: الأولى هي "Kimi-K2-Base" الموجهة للباحثين والمطورين الذين يرغبون في بناء حلول مخصصة، والثانية هي "Kimi-K2-Instruct" المحسّنة للمحادثة العامة والمهام الوكيلية.

لكن الخطوة الأكثر جرأة تكمن في استراتيجية التسعير والنشر. قررت الشركة إتاحة النموذج كمصدر مفتوح، وفي الوقت نفسه وفرت واجهة برمجية (API) بأسعار تنافسية للغاية، تقل بنحو خمس مرات عن تكلفة استخدام نماذج منافسة مثل "Claude 4 Sonnet".

تضع هذه الاستراتيجية المزدوجة المنافسين في موقف صعب.

فمن خلال المصدر المفتوح، تعمل "مونشوت" على بناء مجتمع عالمي من المطورين يساهم في تحسين النموذج، وهو خندق تنافسي يصعب على الشركات ذات المصادر المغلقة مجاراته.

وفي المقابل، يجذب السعر المنخفض الشركات والمؤسسات التي تبحث عن حلول ذكاء اصطناعي فعالة بتكلفة اقتصادية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه عام بين الشركات الصينية مثل "DeepSeek" و"علي بابا" نحو تبني المصادر المفتوحة، كوسيلة لإبراز قدراتها التقنية وتوسيع نفوذها العالمي في سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم.

في المحصلة، لا يعد إطلاق "Kimi K2" مجرد إضافة جديدة إلى قائمة النماذج المتاحة، بل هو مؤشر واضح على نقطة تحول مهمة، حيث لم تعد القدرات الفائقة في عالم الذكاء الاصطناعي حكرًا على عدد قليل من الشركات الكبرى، وباتت الابتكارات القادمة من آسيا قادرة على المنافسة بقوة على الساحة العالمية.

Khaled B.

خبير في الذكاء الاصطناعي يتمتع بخبرة واسعة في تطوير وتنفيذ حلول متقدمة باستخدام أحدث تقنياته. مُتخصص في توظيف هذه الإمكانيات لتحسين الأعمال وتحقيق الأرباح من خلال الابتكار التكنولوجي. لديه شغف لإيجاد استراتيجيات وحلول مبتكرة تساعد الشركات والأفراد على تحقيق أهدافهم من خلال تسخير هذه التكنولوجيا.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *