
مايكروسوفت تطلق Copilot Mode لمواجهة متصفح أطلس من OpenAI
سباق متصفحات الذكاء الاصطناعي يشتعل: مايكروسوفت تواجه OpenAI بمزايا جديدة
أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق حزمة تحديثات جديدة لمتصفحها «إيدج»، محورها وضع «كوبايلوت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
اللافت في الأمر أن هذا الإعلان يأتي بعد 48 ساعة فقط من كشف شركة OpenAI، شريكة مايكروسوفت وأبرز منافسيها في نفس الوقت، عن متصفحها الخاص «أطلس»،
الأمر الذي وضع الشركتين في مواجهة مباشرة للسيطرة على مستقبل تصفح الإنترنت.
تتضمن المزايا الجديدة في متصفح إيدج أدوات طموحة مثل «Copilot Actions» و «Copilot Journeys».
الأولى تمنح الذكاء الاصطناعي القدرة على تنفيذ مهام بالنيابة عن المستخدم، كإلغاء الاشتراك في الرسائل البريدية أو حجز المواعيد في المطاعم.
أما الثانية، فتعمل على تجميع سجل التصفح في «رحلات» مرتبة حسب الموضوع، ليستطيع المستخدم استئناف عمله بسهولة لاحقاً.
من الصعب تجاهل التشابه الكبير بين ما قدمته مايكروسوفت وما كشفت عنه OpenAI.
فكلا المتصفحين يقدم مساعداً ذكياً يفهم سياق علامات التبويب المفتوحة، ويحتوي على وضع «الوكيل» القادر على إنجاز مهام الويب بشكل مستقل.
على الصعيد البصري أيضاً، تبدو الواجهات متقاربة إلى حد كبير، مع اختلافات طفيفة في الألوان وتصميم النوافذ.
في هذا السياق، يبدو أن توقيت الإعلانات لم يكن من قبيل الصدفة. فبعد أن أعلنت OpenAI عن متصفح «أطلس» يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، لحقت بها مايكروسوفت بإعلانها يوم الخميس.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعكس التوترات التنافسية الأوسع في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى كل شركة إلى امتلاك بوابة وصول المستخدمين إلى المعلومات الرقمية.
رغم ذلك، أشارت تجارب أولية إلى أن هذه التقنيات لا تزال في مراحلها المبكرة.
فقد أفادت بعض المراجعات الصحفية أن المساعد الذكي في «إيدج» ارتكب أخطاءً عند محاولة تنفيذ مهام معقدة، مثل حجز موعد في تاريخ خاطئ أو الإخفاق في حذف رسالة بريد إلكتروني رغم تأكيده على إتمام المهمة.
هذه التفاصيل تبرز أن الطريق لا يزال طويلاً قبل الاعتماد الكامل على هذه الأدوات.
من ناحية أخرى، تفتح هذه المتصفحات باب التساؤلات حول الخصوصية. فلكي تعمل بكفاءة، تحتاج هذه الأنظمة إلى الوصول إلى بيانات حساسة.
وقد أكدت كل من مايكروسوفت و OpenAI أن استخدام بيانات التصفح لتدريب النماذج يتطلب موافقة صريحة من المستخدم، مع التعهد بحماية معلوماته وفقاً لسياسات الخصوصية الخاصة بكل شركة.
في النهاية، يبدو واضحاً أن معركة السيطرة على واجهة المستخدم مع العالم الرقمي قد بدأت للتو.
وبينما يصعب التكهن بقدرة هذه المتصفحات الجديدة على تحدي هيمنة متصفح «كروم» العملاق، سيعتمد النجاح في نهاية المطاف على جودة النماذج الذكية وقدرتها على تقديم تجربة استخدام سلسة ومفيدة بالفعل، وليس مجرد إضافة تقنية جديدة.




