Arab AI: الذكاء الاصطناعي بالعربية
AI Arab AI Logo
لافتة تحمل كلمة CHATGPT، وأسفلها صف من الأيقونات الملونة للتطبيقات مثل التسوق والبريد والموسيقى، في إشارة إلى تكامل التطبيقات مع المنصة.

OpenAI تدمج التطبيقات في ChatGPT: خطة لمنافسة عمالقة التجارة الإلكترونية

١٧ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ / ٨ أكتوبر ٢٠٢٥
3 دقائق

OpenAI ترسم ملامح مستقبل التجارة: ChatGPT لم يعد مجرد روبوت دردشة

كشفت شركة OpenAI في مؤتمرها السنوي للمطورين عن خطة طموحة قد تغير الطريقة التي نتسوق بها عبر الإنترنت، حيث أعلنت عن دمج تطبيقات متكاملة داخل ChatGPT. هذا التحول الجذري ينقل المنصة من كونها أداة للمعلومات والمحادثة إلى سوق تجاري ضخم، قادر على منافسة عمالقة مثل أمازون وولمارت.

منصة متكاملة تجمع بين التسوق والدفع:

لم تكن هذه الخطوة وليدة الصدفة، بل جاءت بعد أن أرست OpenAI الأساس لها بعناية. في هذا الإطار، كانت الشركة قد أطلقت قبل فترة وجيزة نظام “الدفع الفوري” (Instant Checkout)، وهو بنية تحتية ذكية للمدفوعات تسمح بإتمام عمليات الشراء لمرة واحدة عبر متاجر إلكترونية كبرى مثل Shopify وEtsy.

Advertisement

والآن، مع إضافة التطبيقات، اكتملت الصورة. أصبحت هذه التطبيقات بمثابة الواجهة الأمامية التي تسمح لمقدمي الخدمات، مثل سبوتيفاي وfigma، ببناء واجهاتهم الخاصة مباشرة داخل نافذة الدردشة، مقدمة بذلك تجربة سلسة للمستخدم لا تحتاج منه مغادرة المحادثة.

رؤية تتجاوز حدود المنافسة التقليدية:

توضح قائمة الشركاء المحتملين مدى اتساع هذه الرؤية. ففي المستقبل القريب، سوف يتمكن المستخدمون من طلب سيارة أجرة عبر أوبر، أو حجز رحلة سفر مع إكسبيديا، أو حتى طلب خدمات منزلية من خلال Thumbtack، كل ذلك عبر أوامر نصية بسيطة في ChatGPT. ومع إضافة أسماء مثل Target وDoorDash، يصبح واضحًا أن OpenAI تستهدف أن تكون البوابة الرئيسية لإنفاق المستهلكين.

من ناحية أخرى، هذا النموذج التجاري الجديد يقدم لـ OpenAI مصادر دخل تتجاوز بكثير رسوم الاشتراك الشهرية البالغة 20 دولارًا. على غرار متاجر التطبيقات الأخرى، تضع الشركة نفسها في موقع يسمح لها بالحصول على نسبة من كل صفقة تجارية تحدث على منصتها.

Advertisement

وفي هذا السياق، أشار المحلل التقني بن ثومبسون إلى أن ChatGPT يتحول إلى ما أسماه “المجمع الخارق” (super-aggregator)، فهو لا يوجه المستخدمين إلى المتاجر فحسب، بل يستند إلى بياناتهم الهائلة لتقديم توصيات مخصصة، الأمر الذي يمنحه نفوذًا كبيرًا في عالم التجارة الإلكترونية.

سباق عمالقة التكنولوجيا نحو التجارة الذكية:

لم تكن OpenAI وحدها في هذا المضمار. فقد أصدرت شركة أدوبي تقريرًا يتوقع أن تهيمن “التجارة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي” على موسم العطلات هذا العام، حيث سيلجأ المتسوقون إلى روبوتات الدردشة بدلًا من محركات البحث للعثور على أفضل الصفقات.

على صعيد متصل، وصفت ماستركارد هذا التوجه بأنه “ساحة تنافسية جديدة” في القطاع المالي. من جهتها، أطلقت جوجل بروتوكولًا منافسًا خاصًا بها يحمل اسم AP2، ورغم أنه يغطي نطاقًا أوسع، إلا أنه لم يحظ بالزخم الذي حققته OpenAI حتى الآن.

الفكرة الأساسية هنا تتجاوز مجرد البحث عن المنتجات. فالأنظمة الذكية، أو “الوكلاء الأذكياء”، قد تقوم بعمليات شراء استباقية نيابة عنك، كشراء تذاكر حفلة موسيقية فور طرحها، أو حجز تذكرة طيران عندما ينخفض سعرها إلى حد معين.

هل يتقبل الجمهور هذا النموذج الجديد؟

رغم كل هذا الحماس من الشركات التقنية، يبقى السؤال الأهم معلقًا: هل سيُقبل المستهلكون على هذا النوع الجديد من التسوق؟

حتى الآن، لم يظهر المستخدمون اهتمامًا كبيرًا بأنظمة التسوق الذكية يتجاوز عمليات البحث البسيطة عن المنتجات. ولكن، لم تكن لديهم الفرصة لتجربة نظام متكامل بالفعل. هذه التقنيات لا تزال في مراحلها الأولى، وسوف تمر عدة أشهر قبل أن يتمكن المستخدم العادي من اختبار تجربة تسوق ذكية بالكامل.

في النهاية، رد فعل الجمهور عند إطلاق هذه الأنظمة بشكل كامل هو الذي سيحدد مصير هذا التحول الكبير في عالم التجارة الرقمية.

مقالات ذات صلة

التعليقات

لا توجد تعليقات بعد

كن أول من يعلق على هذا المحتوى.