شهد الأسبوع الثالث من شهر يناير 2025 أحداثًا متنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي نشرتنا الأسبوعية سنحاول تغطية أبرز هذه الأحداث.
غموض يحيط بمعيار FrontierMath.. هل تفقد معايير الذكاء الاصطناعي حياديتها؟
في تطور أثار انتقادات في مجتمع الذكاء الاصطناعي، واجهت منظمة Epoch AI غير الربحية اتهامات بعدم الشفافية عقب إعلانها مؤخراً عن تلقي تمويل من OpenAI لتطوير اختبار "FrontierMath"، وهو معيار رياضي مصمم لقياس مهارات الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لتصريحات بعض المشاركين، لم يتم إبلاغهم مسبقاً بتمويل OpenAI أو استخدامها لهذا المعيار في تدريب نماذجها، مما أثار تساؤلات حول نزاهة الاختبار كمرجع موضوعي.
وعلى الرغم من تأكيد المنظمة أنها لم تسمح باستخدام بيانات الاختبار لتدريب نماذج OpenAI، إلا أن الشكوك استمرت بسبب عدم قدرتها على التحقق المستقل من نتائج الشركة.
واعترفت Epoch AI بخطأها في تأخير الكشف عن هذه المعلومات وتعهدت بتحسين شفافيتها في المستقبل.
"خفضوا توقعاتكم 100 مرة".. ألتمان يقلل من ضجة الذكاء الاصطناعي العام
نفى الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI -سام ألتمان- صحة الشائعات المنتشرة حول تطوير شركته للذكاء العام الاصطناعي (AGI)، مؤكدًا أن الشركة لم تصل إلى هذا المستوى المتقدم بعد.
وأوضح ألتمان -عبر منشور له على منصة X- له على منصة X- أن الحديث عن "إطلاق AGI قريبًا" مجرد مبالغة إعلامية.
كما دعا الناس إلى خفض توقعاتهم 100 مرة ، مشيرًا إلى أن التطورات الحالية تقتصر على تحسين الأدوات والتقنيات التقليدية.
كانت الشائعات قد زادت بعد تقارير تتحدث عن احتمال لقاء ألتمان بمسؤولين حكوميين لمناقشة التطورات الحديثة، إلا أنه أشار إلى أن المناقشات ستقتصر على الأساسيات التقنية دون تحقيق أي اختراقات كبرى.
الإطلاق المفتوح المصدر ل DeepSeek R1
أعلنت DeepSeek عن إطلاق DeepSeek-R1 كإصدار مفتوح المصدر عبر منصة Hugging Face بترخيص MIT، مما يتيح استخدامه تجاريًا بدون قيود.
ويتميز النموذج بالتفكير المتقدم، وبقدرته على التحقق من صحة استنتاجاته ذاتيًا، وهو ما يقلل من الأخطاء الشائعة. كما يضم 671 مليار متغير مع إصدارات مصغرة تناسب الأجهزة المختلفة.
النموذج متاح للاستخدام من خلال واجهة برمجية بأسعار تنافسية مقارنة بنماذج أخرى مثل OpenAI’s o1.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تجربة R1 مجانًا عبر منصة DeepSeek.
معضلة أخلاقية.. التعاون مع الجيش أم رفض تطبيقات القتل؟
تواجه الشركات المطورة للذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وAnthropic تحديًا حساسًا يتمثل في تقديم حلول تقنية للبنتاغون دون السماح باستخدامها في قرارات القتل.
وفي تصريح للدكتورة رادا بلامب -المسؤولة عن الذكاء الرقمي والاصطناعي في وزارة الدفاع الأميركية- أكدت أن الذكاء الاصطناعي يمنح الوزارة ميزة كبيرة في تحديد التهديدات وتتبعها وتحليلها بسرعة، مما يسرّع ما يُعرف بـ"سلسلة القتل"، وهي العملية التي تشمل تحديد الأهداف ومواجهتها.
ومع ذلك، شددت بلامب على أن الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه فقط في التخطيط والاستراتيجيات، مع ضمان بقاء القرارات النهائية تحت إشراف البشر.
ويبقى الذكاء الاصطناعي -مثله مثل معظم التكنولوجيا- سلاحًا ذو حدين، والمرجع والقيم الأخلاقية هي من يتحكم في أي اتجاه سنسير.
انتهاء عصر حصرية مايكروسوفت لأوبن أيه آي
لم تعد مايكروسوفت المزود الحصري للبنية التحتية السحابية التي تعتمد عليها OpenAI في تدريب وتشغيل نماذجها.
إذ أعلنت الشركتان عن تعديل جديد في اتفاقيتهما يسمح لـ OpenAI باستخدام مزودي خدمات آخرين في حال عدم تلبية مايكروسوفت لاحتياجاتها السحابية.
ورغم ذلك، أكدت مايكروسوفت استمرار دعمها لـ OpenAI من خلال التزام جديد باستخدام منصة Azure في تطوير منتجاتها وتدريب نماذجها.
ورغم أن الشراكة بين الجانبين مستمرة حتى عام 2030، إلا أن العلاقة تواجه تحديات أبرزها زيادة الطلب على الموارد الحاسوبية.
ولمواجهة هذا التحدي وتلبية احتياجات OpenAI المتزايدة، قررت مايكروسوفت تخفيف الحصرية استجابة لضغوط المساهمين.
وقد أشارت تقارير سابقة إلى أن OpenAI تدرس خيارات جديدة لتأمين تمويل إضافي وربما تعديل بعض شروط الاتفاقية الحالية.
إصدار جديد في سلسلة نماذج التفكير من Gemini
وبالعودة مرة أخرى لنماذج التفكير، أطلقت Google الإصدار الجديد Gemini 2.0 Flash Thinking Experimental 0121.
ويتميز هذا النموذج بقدرته على التعامل مع نصوص طويلة جدًا تصل إلى مليون رمز، إلى جانب تقليل نسبة التناقضات في الإجابة، ودعمه لتنفيذ الأكواد البرمجية.
وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة DeepMind بالتقدم السريع للنموذج مقارنة بالإصدار السابق Exp-1219، والذي تم إطلاقه في ديسمبر الماضي.
ويمكن للمستخدمين الآن تجربة النموذج على Google AI Studio.
الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات البحث في المختبر
أعلنت مايكروسوفت مؤخرًا عن تطويرها لأداتين جديدتين تحملان اسم MatterGen وMatterSim، وهما تقنيتان مدعومتان بالذكاء الاصطناعي تهدفان إلى تسريع تصميم المواد المتقدمة.
وتقوم MatterGen باقتراح مواد جديدة بخصائص محددة باستخدام خوارزميات متطورة تأخذ المتطلبات التي يضعها المستخدم بعين الاعتبار.
بينما تختبر MatterSim استقرار هذه المواد وتحدد مدى قابليتها للتطبيق.
وقد أظهرت تجربة أجريت في معهد شنتشن للتقنيات المتقدمة قدرة MatterGen على المساعدة في تصنيع مادة جديدة، على الرغم من أن هذه المادة لم تكن مثالية تمامًا.
وأوضحت مايكروسوفت أنها أطلقت الشيفرة المصدرية (الكود البرمجي الأساسي) لـ MatterGen، مشيرةً إلى نيتها التعاون مع جهات خارجية لتطوير الأداة بشكل أكبر.
تعد هذه الأدوات تحولًا كبيرًا في منهجية تصميم المواد، حيث تستبدل عمليات البحث التقليدية بعملية توليد وتصميم قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وبفضل هذا النهج، تمكن الباحثون من تقليص سنوات من العمل في المختبر إلى خطوات أكثر سرعة ودقة، وذلك ما يمهد الطريق لتطبيقات واسعة في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والصناعات المستقبلية الأخرى.
مشروع Stargate
أعلنت OpenAI عن مشروع "Stargate" وهو تحالف مع SoftBank وOracle وشركات أخرى لإقامة بنية تحتية ضخمة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
وتصل حجم التعهدات الاستثمارية في هذا المشروع إلى 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات، مع التزام مبدئي بقيمة 100 مليار دولار.
وإلى جانب الأثر الاقتصادي المتوقع، والذي يتضمن خلق مئات الآلاف من الوظائف، يعتبر Stargate وسيلة لتعزيز القدرات التكنولوجية والبنية التحتية في الولايات المتحدة.
وتشمل الشراكة أيضًا شركات تقنية بارزة مثل Microsoft، التي تعمل كداعم تقني، وشركة Nvidia لتوريد الشرائح الإلكترونية.
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه OpenAI منافسة شرسة من شركات مثل xAI المملوكة لإيلون ماسك، التي تخطط لتوسيع مراكزها لتشمل مليون وحدة معالجة رسومية، وشركة Anthropic التي أبرمت اتفاقًا مع Amazon Web Services لاستخدام شرائح متخصصة.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن البنية التحتية الضخمة لمشروع Stargate تمنح OpenAI ميزة يصعب على المنافسين مجاراتها.
ورغم التوقعات الكبيرة، يرى بعض المحللين أن المشروع يواجه تحديات تتعلق بالتمويل والتنفيذ، بالإضافة إلى المخاوف البيئية والاقتصادية المرتبطة بمراكز البيانات الضخمة.
إلا أن إطلاق مشروع بهذا الحجم يعكس تصميم OpenAI على ترسيخ مكانتها في صدارة شركات الذكاء الاصطناعي عالميًا.