في تصريح فجر اليوم، كشف سام ألتمان -الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI- عن مفارقة تواجه الشركة بشأن خطة ChatGPT Pro البالغة تكلفتها 200 دولار شهريًا.
ورغم أن الاشتراك يوفر للمستخدمين مزايا فائقة، بما في ذلك نماذج متقدمة مثل o1 و GPT-4o وميزة "الرؤية مع الوضع الصوت المتقدم"، إلا أن هذه الخطة تكلف "أوبن إيه آي" أكثر مما تجني بسبب استخدام المشتركين لها بصورة تفوق توقعات الشركة.
وكتب ألتمان عبر حسابه على منصة X قائلاً: "اخترت السعر شخصيًا، واعتقدت أننا سنحقق بعض الأرباح، لكن الاستخدام تجاوز توقعاتنا."
الخسائر المالية والتحديات المستقبلية
على الرغم من أن OpenAI جمعت استثمارات ضخمة تُقدر بنحو 20 مليار دولار منذ تأسيسها، فإنها لم تحقق الربحية بعد.
وتشير التقارير إلى أن الشركة توقعت خسائر تبلغ 5 مليارات دولار في عام 2024 مقابل إيرادات بلغت 3.7 مليارات دولار. التكاليف التشغيلية المرتفعة، بما في ذلك التدريب على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، تُعد من بين الأسباب الرئيسية لهذا العجز.
وتُقدر تكلفة تشغيل خدمات ChatGPT بنحو 700 ألف دولار يوميًا، في حين تتوقع الشركة أن تصل خسائرها إلى 14 مليار دولار بحلول عام 2026، أي قرابة ثلاثة أضعاف خسارة عام 2024.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، يؤكد ألتمان أن OpenAI تركز على التطوير التكنولوجي وتستكشف حلولاً لتحقيق النمو المستدام. وتتوقع OpenAI بالوصول إلى الربحية بحلول عام 2029، مع أرباح تقدر ب 100 مليار دولار.
الطريق نحو الربحية
مع الضغط المالي الكبير، بدأت OpenAI في إعادة تقييم استراتيجياتها، بما في ذلك احتمال رفع أسعار الاشتراكات. كما أشار ألتمان إلى إمكانية إطلاق خطط اشتراك أغلى مستقبلًا لتلبية احتياجات المستخدمين المتخصصين. واقترحت المديرة المالية للشركة -سارة فراير- خطة بقيمة 2000 دولار شهريًا تُقدم بديلًا لمهام تتطلب مساعدة خبير على مستوى الدكتوراه.
التوازن بين الجودة والتكلفة
يمثل تحدي تحقيق الربحية بالنسبة لـ OpenAI قضية جوهرية، خاصة مع تزايد الطلب على خدماتها.
ويرى الخبراء أن الشركة بحاجة إلى استراتيجية متوازنة تحافظ على جودة الخدمة مع التحكم في التكاليف.
وأشار ألتمان في أحد تصريحاته إلى أن "الإمكانات التقنية التي نطورها قد تُحدث تحولاً كبيرًا في إنتاجية الشركات."
ومع ذلك، فإن تحقيق هذا التوازن يُعد مسألة حاسمة لمستقبل الشركة، خاصة مع المنافسة المتزايدة في سوق الذكاء الاصطناعي