يأتي تطبيق Particle كخطوة جديدة لدعم قطاع الإعلام الرقمي في وقت تواجه فيه الصحافة تحديات كبيرة، خاصة مع بروز أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستغل المحتوى الصحفي من دون تعويض الناشرين.
حيث يهدف هذا البرنامج إلى تقديم محتوى إخباري بطريقة تفاعلية تدعم فهم القراء وتدفعهم لاستكشاف القصص الإخبارية، وكل ذلك مع توفير حلول لدعم الناشرين ماليًا وتحقيق الأرباح لهم.
فكرة تطبيق Particle وأهدافه
تم تطوير هذه المنصة من قبل مهندسين سابقين في تويتر، ومن ضمنهم سارة بيكبور -التي شغلت سابقاً منصب مديرة إدارة المنتجات في تويتر- ومارسل مولينا، وهو مهندس تقني متمرس.
وقد بدأ المشروع بفكرة بسيطة ومهمة: تحسين تجربة القراء في فهم الأخبار، وتقديم محتوى ثري ومشروح بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع احترام دور الناشرين وإعادة توجيه حركة المرور لمواقعهم.
ميزات Particle التقنية وكيفية تحسين تجربة القارئ
توفر هذه الخدمة عدة ميزات فريدة للقراء وتساعدهم في استيعاب الأخبار بطرق مختلفة، منها:
١. توضيح الأخبار: يمنح التطبيق ملخصات للأخبار بأسلوب يتناسب مع مستوى الفهم، حيث يمكن للقارئ اختيار نمط "اشرح لي كأني طفل" لفهم المواضيع المعقدة بطريقة مبسطة، أو الحصول على ملخص يتناول النقاط الأساسية في الأخبار.
٢. عرض وجهات النظر المختلفة: تسعى المنصة إلى عرض زوايا متعددة للخبر، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، ويقسم المحتوى إلى قصص متنوعة تضم مقالات من عدة مصادر.
فمن خلال ميزة مثل "الجانبين المتعارضين" التي يقدمها، يري القارئ وجهات نظر مختلفة من مواقع ذات توجهات متباينة، وهو ما يساعده على تكوين رأي مستقل
٣. الدعم متعدد اللغات والصوتيات، حيث يعرض التقارير بلغات مختلفة، ويشمل خاصية تحويل النص إلى صوت، مما يتيح للمستخدمين الاستماع إلى الأخبار أثناء التنقل.
٤. الاقتباسات والمصادر المرتبطة، فالتطبيق يقدم مقتطفات رئيسية من الأخبار مع توفير روابط ذات صلة، ويعرض وجهات نظر الخبراء، وهو ما يساهم في زيادة فهم القارئ للموضوعات الشائكة.
كيفية دعم Particle للناشرين
لا يقتصر دور Particle على استعراض الأخبار فقط، بل يسعى لدعم الناشرين عبر تقديم نموذج يزيد التعاون بينهم وبين المنصة.
فمن خلال شراكات مع وكالات عالمية مثل رويترز وفرانس برس وفورتشن، يتعاون التطبيق مع جهات إعلامية مختلفة لعرض محتواهم في مساحة تبرز حقوقهم، مما يوفر لهم فرصة أكبر للوصول إلى جمهور جديد.
وفي تصميم البرنامج، يتم تمييز روابط الشركاء بعلامات مميزة لجذب القراء نحو المواقع الأصلية.
الشات بوت وأساليب معالجة الذكاء الاصطناعي
أحد أهم خصائص Particle هي الدردشة التفاعلية، حيث يستطيع المستخدم طرح أسئلة مباشرة حول الخبر والحصول على إجابات مدعومة بالمصادر.
ويعتمد في هذا الأمر على نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مثل GPT-4o mini من OpenAI و أدوات شركات مثل Anthropic و Cohere، مدعومة بتقنيات لضمان دقة المعلومات وتقليل نسبة الأخطاء، مع توفير طبقة إضافية من التحقق لضمان جودة الإجابات.
مستقبل Particle في دعم الصحافة المستقلة
مع تصاعد أزمات المصداقية في الأخبار وانتشار الأخبار المضللة، قد يمثل Particle نموذجاً فريداً يوازن بين الابتكار والدقة الصحفية.
ومن خلال توفير أدوات فعالة للناشرين، والدعم المالي عبر إعادة توجيه حركة المرور، والسعي لتقليل "الهلاوس" في الذكاء الاصطناعي، يهدف البرنامج إلى تحسين تجربة المستخدمين وإعادة الثقة في المحتوى الإخباري.
والجدير بالذكر أن التطبيق متاح حالياً لأجهزة iOS ويعمل عبر أجهزة iPhone وiPad، ومن المتوقع أن يواصل النمو ليشمل ميزات جديدة لتعزيز تجربة القراءة ودعم الصحافة الرقمية على النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي.