دليل مواقع وأدوات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي

OpenAI ومايكروسوفت تتجهان لتدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي

في خطوة استراتيجية قد تغير ملامح الفصول الدراسية، أعلن الاتحاد الأمريكي للمعلمين (AFT)، ثاني أكبر نقابة تعليمية في الولايات المتحدة، عن تأسيس مركز تدريب وطني متخصص في الذكاء الاصطناعي.

تأتي هذه المبادرة بدعم مالي كبير يصل إلى 23 مليون دولار من ثلاث شركات رائدة في مجال التكنولوجيا، هي مايكروسوفت، وOpenAI، وأنثروبيك.

وتهدف هذه الشراكة إلى إنشاء "الأكاديمية الوطنية لتعليم الذكاء الاصطناعي" في مدينة نيويورك، والتي ستبدأ أولى ورش عملها هذا الخريف.

وسوف تركز الأكاديمية على تدريب المعلمين بشكل عملي ومباشر على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية، مثل إعداد خطط الدروس، وتصميم الاختبارات، وتلخيص المواد البحثية المعقدة.

رؤية جديدة للتعليم: لماذا يتعاون المعلمون مع عمالقة التكنولوجيا؟

في هذا السياق، أوضحت راندي واينغارتن، رئيسة اتحاد المعلمين، أن الفكرة مستوحاة من تجارب نقابات عمالية أخرى.

وأفادت بأن "النجارين، على سبيل المثال، سبقونا في هذا المضمار عبر تعاونهم مع قادة الصناعة لإنشاء مراكز تدريب متطورة. ونحن اليوم نقوم بالشيء نفسه، ولكن في قطاع التعليم".

وأردفت أن الهدف هو بناء مساحة يلتقي فيها المطورون والمعلمون للحوار البنّاء، بدلًا من أن يعمل كل طرف بمعزل عن الآخر.

سباق مع الزمن: هل يلحق المعلمون بقطار الذكاء الاصطناعي؟

يأتي هذا التحرك في وقت أصبحت فيه أدوات مثل ChatGPT وCopilot شائعة بالفعل بين الطلاب.

وبدلًا من تجاهل هذا الواقع، يضع المشروع الجديد الأدوات في أيدي المعلمين، ويمنحهم المهارات اللازمة لتوجيه الطلاب ووضع حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية.

بين الحماس والتوجس: كيف ينظر المعلمون إلى الذكاء الاصطناعي؟

على الجانب الآخر، تثير هذه الشراكة بعض النقاشات المهمة. فهناك فريق من المعلمين يبدي حماسًا كبيرًا، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر ساعات طويلة من العمل الإداري الأسبوعي.

تخيل أن يساعدك مساعد آلي في تصحيح الأوراق أو تنظيم مواد الفصل!

بالمقابل، يعرب آخرون عن قلقهم من الاعتماد المفرط على هذه التقنيات. إذ يطرحون تساؤلات حول احتمالية أن تحد هذه الأدوات من الإبداع في التخطيط للدروس، أو أن تدفع الطلاب إلى محاولة التحايل على النظام التعليمي بصورة أكبر.

وقد حذر باحثون من أن الاعتماد على روبوتات الدردشة في مهام مثل البحث والكتابة قد يضعف قدرات التفكير النقدي لدى الطلاب.

ولكن، يؤكد القائمون على الأكاديمية أنهم يأخذون هذه المخاوف على محمل الجد. فالتدريب لن يقتصر على الجانب التقني فقط، بل سيشمل تدريبًا أخلاقيًا لضمان استخدام الأدوات بوعي ومسؤولية، مع التركيز على تنظيم ورش عمل تفاعلية بدلًا من الاكتفاء بالمواد التعليمية المسجلة.

في النهاية، لا يتعلق الأمر باستبدال المعلمين، بل بمنحهم أدوات أفضل للقيام بالدور الذي يتقنونه بالفعل، وهو التعليم.

ومع انطلاق أولى فصول الأكاديمية هذا الخريف، يبدو واضحًا أن الحوار حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل التعليم قد بدأ للتو.

Khaled B.

خبير في الذكاء الاصطناعي يتمتع بخبرة واسعة في تطوير وتنفيذ حلول متقدمة باستخدام أحدث تقنياته. مُتخصص في توظيف هذه الإمكانيات لتحسين الأعمال وتحقيق الأرباح من خلال الابتكار التكنولوجي. لديه شغف لإيجاد استراتيجيات وحلول مبتكرة تساعد الشركات والأفراد على تحقيق أهدافهم من خلال تسخير هذه التكنولوجيا.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *