دليل مواقع وأدوات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي

GPT-5: تسريبات تكشف عن “وكيل ذكي” وقدرات موحدة قبل الإطلاق المنتظر

يترقب عالم التكنولوجيا بقلق وشغف الصيف القادم، الموعد الذي حددته شركة OpenAI لإطلاق أحدث نماذجها اللغوية، GPT-5.

وفي هذا السياق، بدأت تسريبات وإشارات تظهر في الأفق، ترسم ملامح نظام ذكاء اصطناعي بقدرات قد تغير طريقة تفاعلنا مع الأجهزة الرقمية، بينما يقف الخبراء بين متفائل بثورة قادمة وحذر من المبالغة في التوقعات.

مؤشرات على وكيل ذكي يتحكم في الأجهزة

ظهرت أولى الدلائل المثيرة ضمن أكواد تطبيق ChatGPT التجريبية.

فقد أفادت تقارير تقنية عن رصد كلمات برمجية مثل "click" (نقر)، "drag" (سحب)، و"type" (كتابة)، وهي إشارات واضحة إلى أن النموذج الجديد قد يمتلك القدرة على التحكم في واجهة متصفح أو بيئة حاسوبية معزولة.

ووفقًا للمعلومات المتداولة، يبدو أن OpenAI تطور أداة شبيهة بمشروعها المعروف باسم "Operator"، وهو نظام ذكاء اصطناعي يستطيع تصفح الإنترنت وتنفيذ الإجراءات نيابة عن المستخدم.

GPT-5: نموذج واحد.. لكل المهام

أحد أبرز التحسينات المتوقعة في GPT-5 هو توحيد كافة أدوات الشركة المتخصصة ضمن نظام واحد متكامل.

حاليًا، يضطر المستخدمون للتنقل بين نماذج مختلفة لإنجاز مهام متنوعة، مثل GPT-4 للكتابة، وDALL-E لتوليد الصور، وSora للفيديو. لكن يبدو أن هذا الوضع في طريقه للانتهاء.

وأشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، إلى أن النموذج القادم سيجمع هذه القدرات معًا.

وبذلك، سيصبح لدينا نظام واحد متعدد الوسائط قادر على فهم النصوص والصور والصوت والفيديو والتعامل معها بسلاسة، وهو إنجاز تقني كبير بحد ذاته.

قدرات GPT-5 التقنية

ولا تقتصر التوقعات على الجانب الوظيفي فقط، بل تمتد إلى المواصفات التقنية التي تبدو طموحة للغاية.

ومن المتوقع أن يمتلك النموذج نافذة سياق واسعة بشكل هائل، قد تتجاوز المليون "توكن"، مع وجود تكهنات بوصولها إلى مليونين.

وللمقارنة، فإن سعة نموذج GPT-4o الحالية تقف عند 128 ألف توكن. هذا الفارق الهائل أشبه بالانتقال من معالجة فصل واحد من كتاب إلى استيعاب الكتاب بأكمله دفعة واحدة.

وستنعكس هذه القدرة مباشرة على ذاكرة النموذج، حيث سيتمكن من بناء معرفة سياقية مع مرور الوقت، وتذكر تفاصيل المحادثات لأسابيع، وتقديم استمرارية أقرب لمساعد رقمي شخصي حقيقي.

جدير بالذكر أن نماذج مثل Gemini 2.5 Pro من جوجل تمتلك حاليًا نافذة سياق تصل إلى المليون توكن، مع وعد جوجل بالوصول أيضًا إلى مليونين.

على صعيد آخر، من المنتظر حدوث تطور في قدرات الاستنتاج المنطقي.

وتشير التوقعات إلى تبني النموذج لنهج "سلسلة التفكير المنظمة"، وهو الأسلوب المعتمد حاليًا في كثير من النماذج الجديدة.

ويسمح "التفكير المتسلسل" للنموذج بتفكيك المشكلات المعقدة إلى خطوات منطقية متسلسلة، بشكل يحاكي عمليات التفكير البشري المدروس.

بين حماس الخبراء وحذرهم

رغم هذه الوعود، تتفاوت آراء المختصين. فبينما يراهن البعض على ثورة حقيقية، يحذر آخرون من المبالغة في التوقعات، ويرون أن كل إصدار جديد يحل مشكلات سابقه لكنه يخلق تحديات جديدة.

والرأي السائد بينهم هو أننا سنشهد خطوة متقدمة، ولكنها قد لا تكون القفزة الهائلة التي ينتظرها الجميع.

وفي النهاية، يبدو أن GPT-5 يقف على أعتاب إطلاق قد يكون تاريخيًا، محملاً بوعود كبيرة وقدرات لم تكن ممكنة في السابق.

ورغم ذلك، يبقى الحكم النهائي معلقًا حتى نرى أداءه الفعلي، فالطريق نحو تطوير الذكاء الاصطناعي لا يزال حافلاً بالاكتشافات والتحديات المستمرة.

Khaled B.

خبير في الذكاء الاصطناعي يتمتع بخبرة واسعة في تطوير وتنفيذ حلول متقدمة باستخدام أحدث تقنياته. مُتخصص في توظيف هذه الإمكانيات لتحسين الأعمال وتحقيق الأرباح من خلال الابتكار التكنولوجي. لديه شغف لإيجاد استراتيجيات وحلول مبتكرة تساعد الشركات والأفراد على تحقيق أهدافهم من خلال تسخير هذه التكنولوجيا.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *