
وترتبط OpenAI بعلاقات متينة مع الإمارات، تعززت بشراكة سابقة مع شركة G42 للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، والتي حصلت العام الماضي على استثمار كبير بقيمة 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت، أكبر داعمي OpenAI.
كذلك شاركت مجموعة MGX الاستثمارية، المرتبطة بأحد أفراد العائلة الحاكمة الإماراتية، في تمويل الشركة الأمريكية، وهي مرشحة للعب دور محوري في دعم مشروع OpenAI الجديد المعروف باسم Stargate.
من ناحية أخرى، تعكس هذه المبادرة موقع الإمارات المتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
فقد تبنت الدولة نهجًا استباقيًا في تطوير هذا القطاع، بدءًا من تعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم عام 2017، وصولًا إلى إطلاق نموذج Falcon مفتوح المصدر عام 2023، والذي من أشهر إصدارته Falcon Mamba 7B.
وتسعى الحكومة الإماراتية لرفع مساهمة الذكاء الاصطناعي إلى 20٪ من الناتج المحلي غير النفطي بحلول 2031، وهو ما يعادل نحو 91 مليار دولار، وفقًا لتقديرات رسمية.
بالمقابل، تواجه الإمارات منافسة إقليمية محتدمة، خصوصًا من السعودية التي استثمرت أكثر من 6.4 مليار دولار في البنية التحتية للبيانات والاتصالات، كما أطلقت مؤخرًا شركة Humain مع طموحات للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتخطط السعودية لزيادة سوق تكنولوجيا المعلومات من 12.1 مليار دولار عام 2024 إلى نحو 22.8 مليار دولار بحلول 2030.
دفعت هذه التحركات شركات كبرى مثل Nvidia وAMD وCisco إلى إعلان مبادرات استراتيجية في المنطقة، في سباق واضح للهيمنة على البنية التحتية التي تقوم عليها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
بالختام، يمثل بناء مراكز البيانات في الإمارات خطوة محورية لشركة OpenAI في تعزيز حضورها الدولي، ويدل على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي بات مرتبطًا بشكل مباشر بالجغرافيا، والتحالفات السياسية، والقدرة على توفير بيئة تقنية متقدمة تستجيب لمتطلبات السيادة الرقمية.